آخر تحديث :الجمعة 29 نوفمبر 2024 - الساعة:21:17:07
غياب مشروع إعادة قراءة التاريخ وآثاره المدمرة
نجيب يابلي

الجمعة 31 نوفمبر 2021 - الساعة:21:45:44

معظم أبناء عدن وأبناء الجنوب والشمال وأبناء الأمتين العربية والإسلامية مهددون بطوفان سيجرف الأخضر واليابس اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا؛ لأنهم أغلقوا تماما إعادة قراءة تاريخهم وأنهم اعتمدوا على خيارات خاطئة للتغيير وطرقوا باب الثورات التي اعتمدت أسلوب الدم والموت للوصول إلى سدة الحكم على أنهم قوى الثورة وغيرهم قوى الثورة المضادة، وتحدثوا عن أعداء وهميين، وباختصار: لم تعتمد ثوراتهم على قيام الدولة المؤسسية (سلطات القضاء والبرلمان والحكومات المركزية والسلطات المعنية).

لم يقدم أبناء عدن مثلا إعادة لقراءة تاريخهم؛ لأن عدن كانت أعظم مدن الجزيرة والخليج وهي صاحبة ريادة في السلطة والتعليم والصحة والغرف التجارية والتعايش الأمني والديني وسلطة القضاء العادل والقوى المدنية التي اعتبرت نفسها حاضنة لأهل الجنوب والشمال، بل والجزيرة العربية، ومدينة المصارف التجارية وشركات الطيران والحركة الدائبة في مطار عدن وميناء عدن اللذين يشار إليهما بالبنان.

أخرجت عدن عن مسارها الطبيعي والفاعل والمعطاء على مستوى المنطقة بإعلان الكفاح المسلح الذي سيره الجهاز العربي في تعز (مؤسسة عسكرية استخبارية) وسادت تلك الفترة سلسلة أعمال اغتيالات ضحاياها عناصر سياسية من كل الأطياف وانتهت المرحلة باقتتال أهلي أول وثاني ثم اعتراف الجيش الاتحادي بالجبهة القومية وكان اعترافا ظاهره الحق وباطنه الباطل وأعقب الاعتراف في 6 نوفمبر 1967م طوفان قبلي على عدن صادر كل بيوت الإنجليز في خورمكسر وجولدمور في التواهي وصلاح الدين في البريقة.

منذ 30 نوفمبر 1967م وحتى اليوم دفعت عدن ضرائب كل المنعطفات وكانت عدن ولا تزال داخلة في الخسائر وخارجة من المكاسب.

المطلوب من أبناء عدن الوقوف بجدية أمام ما جرى ويجري؛ لأن عدن خلقت للخير وما لم فاعلموا أن الساعة ستقوم منها وسيحشر الخلق منها إلى بيت المقدس، هذه أيها السادة ليست عدن.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص