آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:01:36:08
السعودية وقرارات ما بعد اتفاقية الرياض
ماجد الطاهري

الخميس 20 مايو 2021 - الساعة:19:34:00

من الأخير من يظن أن قرارات التعيين الأخيرة للرئيس هادي كانت بإختياره وبمحظ إرادته وليس للمملكة المضيفة والراعية شأن في الموضوع فهو وآهم أو أن التعصب قد أعمى بصيرته فلم يستطع أن يميّز بين مخرجات الإتفاقية وبنودها وما شملته من التفاصيل والجزئيات المنصوصة في وثيقة الإتفاق ..
فضلاً عزيزي القارئ أكمل القراءة ولو من باب الفضول وعاملني على قدر عقلي ، ودعني اعود معك بعقارب الزمن الى بداية إعلان وقف النار في عدن والدعوة لعقد مشاورات في الرياض ، هذا كان منذ قرابة سنة من اليوم ..
عزيزي القارئ هل تصدق أن محادثات ومشاورات استمرت قرابة سنة كاملة في الرياض بين الشرعية من طرف والإنتقالي الجنوبي من طرف آخر وبرعاية دولة المملكة العربية السعودية ، سنة كاملة تم فيها الأخذ والرد بين الطرفين ولاشكّ ان كل طرف منهما قد أورد أدق التفاصيل ليضعها من ضمن شروطه على طاولة الحوار ، واستخدمت فيها دول التحالف جميع الضغوطات لإرغام كل طرف بالتنازل أكثر وأكثر حتى تم الإعلان عن نجاح المشاورات والتوقيع عليها بجميع تفاصيلها وبنودها ، وتم تشكيل الحكومة والإعلان عنها وعودتها الى عدن وتفائل الناس خيراً بإن معاناتهم وضيق حالهم وانقطاع مرتباتهم وتردي خدماتهم سوف تنتهي أخيراً ، وبدوا متفائلين أكثر عندما لحظوا هبوط سعر صرف العملة الأجنبية أمام الريال فجأةً وهو هذا تفاؤلٌ لم يدم طويلاً فقد أخذت العملة بالتصاعد مرةً أخرى ومازال الوضع كما هو وكأنك يابو زيد ما غزيت ..
عندها وحتى لا يفيق الناس من غيبوبتهم ويعرفوا الحقائق ، تم الإيعاز للرئيس هادي بإصدار قرارات وتعيينات في السلطة القضائية ومجلس الشورئ فيها من الغرابة ما يجعل شخص عادي لايدرك اغوار السياسة يلتفت إليها ويستغربها ، بحيث تم اختيار اشخاص عليهم من علامات الإستفهام والجدل ما يصرف اليها الأنظار ويخوض فيها الإعلام ويكثر لإجلها القيل والقال وهو ما تريده الدولة المضيفة الراعية صرف الإنظار عن فشل الحكومة بعد عودتها الى العاصمة عدن ومراوحت الفساد وتردي الخدمات وانقطاع الرواتب ..
وهنأ دعني أتسآءل معك اخي القارئ هل عندما أصدر الرئيس هادي قرارات التعيين الأخيرة لم يكن لدولة المملكة شأن فيها من قريب أو من بعيد؟ أترى تلك القرارات قد سُرّبت للإعلان عنها عبر القنوات الفضائية دون أن يتم عرضها والمصادقة عليها من الدولة المضيفة والراعية لإتفاقية الرياض ؟ أم أن سنةٍ كاملة من المشاورات بين الأطراف قد إقتصرت محادثاتها حول تشكيل حكومة المناصفة ومعها بعض النقاط في الجانب العسكري والأمني فقط لاغير ؟
بإعتقادي ان بروز أي تناقضات أو خلافات بعد توقيع الإتفاقية تتحمل مسؤليتهونتائجة المباشرة الدولة الراعية للإتفاق وكما يقال إذا صار الخبز مالحاً فالعهدة على العجّان وما يحصل اليوم من فشل سياسي وإقتصادي هو نتاج لعجين دولة المملكة العربية السعودية ليس إلّا....

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص