- لا مكان للخوف في عدن: السفير الصيني يتحدى دعايات الفوضى بجولةٍ تاريخية في شوارع المدينة
- د. الجريري : سندافع مع النقابات عن اصول وممتلكات الشركة ونشاطها التسويقي
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- بن بريك : عملية تحرير ساحل حضرموت حققت نجاحات كبيرة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المكلا والساحل
- رئيس نيابة جنوب عدن يوجه باعادة تصدير حاويات الادوية المحتجزة في ميناء عدن الى بلد المنشأ
- البحسني يكشف حجم الدور الإماراتي بتحرير ساحل حضرموت
- الرئيس الزُبيدي: تحرير ساحل حضرموت سيظل حدثا استثنائيا في تاريخ شعب الجنوب
- معلقا عن ذكرى تحرير المكلا .. اليافعي : ثمان سنوات من الحرية والأمان بفضل تضحيات الأبطال
- مسلحين مجهولين ينهبون طقم تابع لقوات طارق عفاش وسط مدينة تعز
- وفد من مكتب المبعوث الأممي يختتم زيارة رسمية للعاصمة عدن
الاربعاء 17 ابريل 2021 - الساعة:21:51:27
لا يوجد ما هو أفضل من الحق غير العفو، فالقصاص حق واسترداد الحقوق حق والتعويض العادل حق ولكن الصفح والعفو والتسامح هو أعظم من الحق، ومن عفا وأصلح فأجره على الله، والتسامح والتصالح الجنوبي هو أعظم ما أنتج العقل الجنوبي لمجابهة التحديات الكبرة التي عصفت بعامة شعب الجنوب، وكم كانت الفرحة والبهجة والسرور ترتسم على وجوه الجنوبيين وهم يتسامحون ويتصالحون ويحتفلون بذلك كما يحتفلون في أعيادهم لأنهم يروا في ذلك سموهم فوق الجراح وفيه لحمته واستعادة هويتهم وعزتهم وقوتهم وتوحيد جهودهم والعيش المشترك على أرضهم وحماية لثرواتهم والذود عن أعراضهم ورفعه لكرامتهم.
إن التصالح والتسامح الجنوبي هو مشروع وطني غير مرتبط بحدث ما وإن كانت بعض الأحداث أكثر إيلاما وأكثر تشظيا وأكثر تنافرا، إلا أن التصالح والتسامح قد كان الهدف منه ردم كل ما أنتجته كل الأحداث فهي تهون أمام التحديات والتهديدات التي كانت تنتصب أمام وجوده كشعب ووطن وهوية وثروة وسيادة، صحيح أن الجراح كانت عميقة لكن فجائع وهول التهديدات والتحديات كانت أفظع ومدمرة للأرض والإنسان، لهذا آثر الجنوبيون تضميد الجراح والاصطفاف في صفوف منتظمة لمواجهة تلك المخاطر.
إن حالة التدمير والنهب وإهدار الكرامة وانتهاك الأعراض ومآسي الفقر بل الجوع المدقع والجهل وانتشار الأمية الأبجدية وانتشار الأوبئة والأمراض وتدمير البيئة ونهب الثروات وقمع الرأي والحريات ونشر الفتن والضغائن وتحويل الشغب الجنوبي بكل قواه السياسية والعسكرية والقبلية والتجارية والثقافية إلى تابع وملحق ضعيف في باب اليمن وتدمير كيانه وهويته وحضارته وتاريخه ومعالمه قد كانت أمورًا مرعبة ودروسًا قاسية قد فرضت على شعب الجنوب الاستنهاض من غفلته والبدء في لملمة ذاته لمجابهة كل ذلك، فكان الطريق والحل والوسيلة الأمثل لذلك هو التصالح والتسامح الجنوبي، وقد كان شعبنا العظيم محقا في ذلك فبمجرد الإعلان عن هذا المشروع العظيم انطلق كل أبناء الجنوب العربي من كل محافظة ومدينة ومديرية وقرية وحي من الداخل والخارج مشبكين أيديهم وسواعدهم وموحدين إراداتهم إلى ساحات النضال، منادين باستعادة الكرامة الجنوبية، واستطاعوا إنجاز الكثير واهتزت عروش خصومهم وتم كسر حاجز الخوف واستعادة القوة والعزة الجنوبية، واليوم فما أحوجنا إلى تجديد تلك الروح العظيمة واللحمة القوية والإرادة الموحدة والعزيمة التي لا تلين لمواجهة تحديات الحاضر والمضي إلى الأمام نحو آفاق المستقبل لنصل بشعبنا إلى يوم الاستقلال وهو خالٍ من أمراض الماضي صحيح ومتعافٍ وقوي ومتماسك لتنعم أجيال الغد بالحياة الكريمة، إن التصالح والتسامح هو منهج حياة وآلية للعيش المشترك غير مرتبط بزمن معين فقط.
ومع ذلك كله فيجب أن لا ننسى أن تعزيز التصالح والتسامح ليكون أقوى وأمتن ودائم يرتبط ارتباطا قويا بقانون العدالة الانتقالية الذي سيكون من أهم قوانين الدولة الجنوبية المنشودة والذي لا نحب الخوض في تفاصيله حاليا.
إن عظمة التصالح والتسامح تتطلب الترفع عن الصغائر والضغائن والمناكفات ونسمو به إلى أعلى مراتب الشرف والنزاهة والصدق والعدالة ولا نسمح لتشويهه من قبل الفاسدين والمنافقين والعابثين بالأرض والنسيج الاجتماعي ومن لا ينظروا بالفخر والاعتزاز لهويتهم ووطنهم ووشائج القربى بمجتمعهم فيريدون تجيير التصالح والتسامح لتمرير سلوكياتهم تلك مشوهين التصالح والتسامح بأنه التغاضي عن الفاسدين وناهبي الأرض ومنتهكي الأعراض، يرتكبون باسم التصالح والتسامح أفظع الجرائم، فهؤلاء يجب أن يدركوا أننا قادمون على قانون العدالة الانتقالية وأن التصالح والتسامح لا يعطي لهم صكا للاستمرار في ممارساتهم تلك.