آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:01:32:00
ستظل مجزرة سناح الجماعية حاضرة في أذهاننا وفي تاريخ أجيالنا المتعاقبة
عبدالكريم النعوي

الاربعاء 26 ابريل 2020 - الساعة:21:22:53

تعد مجزرة سناح الدموية الجماعية الوحشية - التي ارتكبها أحقر وأوضع وأجبن أصناف البشر على الإطلاق في العصر الراهن -  أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العنصري التي نفذها مجرمو الاحتلال اليمني ضد مواطني الضالع الآمنين في تجمع العزاء بمنطقة سناح بتاريخ 27 ديسمبر 2013م، وكان في مقدمة المستهدفين القائد المغوار شلال علي شايع، كما تعد مجزرة ايضا جريمة حرب ضد الإنسانية بكل المقاييس والأوصاف ونصوص قوانين المحاكم الدولية المختصة بجرائم الحروب ضد الإنسانية، خاصة وأن مجرمي الاحتلال اليمني استخدموا فيها كافة الأسلحة الثقيلة بما فيها الدبابات والمدافع المتطورة ومن مسافات قريبة جدا من موقع العزاء فحولت أجسادهم إلى أشلاء متناثرة اختلطت ببعضها البعض مما تعذر بعدها على أهالي وأقارب الضحايا معرفة هذا الشهيد من ذاك حيث سالت دمائهم الزكية وتداخلت أشلائهم الطاهرة حتى طمرت بقايا أجسادهم المترامية في جريمة لم يسبق لها مثيلا في مراحل التاريخ المختلفة يعجز المرء عن وصفها لهول وبشاعة وفداحة وجسامة أضرارها الكارثية المأساوية المحزنة الأليمة.

حيث حاول جيش الاحتلال اليمني التتاري من خلالها استعراض عضلاته وإظهار شجاعته ضد إناس مجردين من الأسلحة وحاول قتل الروح الثورية الضالعية الجنوبية الجمعية المتوهجة شجاعة وحماسا وأراد غرس حالة الرعب والانهزام والاستسلام في نفوس كافة مواطني الضالع وثنيهم عن مواصلة نضالهم التحرري المشروع، إلا إنه رغم فضاعت العمل الإجرامي الشنيع وفقداننا خيرة أباءنا وإخواننا وأولادنا الذين مازالوا أحياء في أذهاننا وحاضرين في قلوبنا ومعظم حواسنا حتى اليوم، فأن نتيجة تلك الجريمة جاءت عكس ما أراد له مجرمي الاحتلال اليمني، واثبت ثوار الضالع الأبطال بالأفعال الثورية الملموسة أن تلك المذبحة الجماعية لم تؤثر عليهم سلبا ولم  تنيهم عن نضالهم التحرري اطلاقا، بل قتلت الخوف في نفوسهم ورفعت معنوياتهم وزادتهم قوه وصلابه وعناد وتحدي وتمسك بقضيتهم وإصرارهم على بلوغ هدفهم المصيري، وأن الأسلحة التدميرية المحرمة التي استخدمها جيش الاحتلال بقيادة المدعو ضبعان وازهقت أرواح الأبرياء في تجمع العزاء ناتجه عن إفلاس وخوف قوى الاحتلال الشمالي وإنها تعد بداية العد التنازلي للاحتلال ومؤشر واضح لانهزامه وتمزقه وانهياره على أيادي مقاتلي الضالع الميامين.

وفعلا فقد برهن الجنوبيون الأبطال على صحة ذلك واستطاعوا تحويل مجزرة سناح إلى منطلق جديد لتصعيد ومضاعفة أفعالهم الثورية النوعية العنيفة المتواصلة وجعلوا منها مناسبة لتقريب موعد الانتصار التحرري الجنوبي، ومن حينها فلم تمض سوى أقل من عامين حتى طرد الجنوبيون جيوش الاحتلال اليمني الشمالي وحرروا وطهروا معظم محافظات ومناطق الجنوب ابتداء من الضالع ، الضالع القلعة الشامخة الصامدة الصلبة عصية المنال التي أبكت جيوش الاحتلال دما وحصدت رؤوس مرتكبي مجزرة سناح الجماعية الدموية وجرفت جثثهم بالشيولات كما تجرف القمامة ليس انتقاما لمجزرة سناح وإنما لعدوانيتهم ولكثافة إعدادهم ولحفظ تلك الجثث من عبث الكلاب التي نهشت أجزاء من جثثهم وولى البعض  هاربين مذعورين مرتعشين كالفئران ومنهم من هرب مرتديا ومتنكرا بالعباءات مزينا بالمساحيق والروائح العطرة النسائية بعد أن طغوا ومارسوا شتى صنوف الإجرام اللا انساني بحق الجنوب وشعبه البطل الحر المكافح الصابر.

وها نحن اليوم ننعم بحرية جنوبنا الغالي مواصلين تحرير ما تبقى منه رافعي الهامات بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء الركن عيدروس قاسم الزبيدي ، وكيف كان مصير مجرم الاحتلال الأول المدعو عفاش ومنهم على شاكلته وحتما سيكون مصير من تبقى منهم أكثر بشاعة ومهانة .

والنصر للجنوب والرحمة لشهداء مجزرة سناح وشهداء الضالع والجنوب عموما .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص