آخر تحديث :الثلاثاء 23 ابريل 2024 - الساعة:18:06:05
جامع الصالح وكهرباء هادي
عبدالله سالم الديواني

الثلاثاء 08 ابريل 2020 - الساعة:21:15:56

أثناء حكم عفاش لليمن والذي دام أكثر من 35 عامًا حاول أن يكون كلّ اليمن ملك له يتصرف فيه كما يشاء وأثناء تسيّده في الحكم بعد عشر سنوات من عمر الوحدة بدأ بتسجيل معظم المواقع الهامة باسمه معتمدًا فكرة التوريث التي ترسخت في مخيلته وبأنه وأسرته سيظل حاكمًا لليمن إلى مالا نهاية لهذا استقطع أكبر مساحة في قلب صنعاء (ميدان السبعين) وبنى عليها جامع ضخم وعلى أربع مآذن شبيهة بمآذن المسجد النبوي الشريف وخصص عدة صالات وأقسام لتدريس علوم الشريعة الوسطية كما اسماها عند الافتتاح.

وقد أجبر معظم التجار على استيراد معظم متطلبات الجامع من الخارج من حسابهم الخاص مقابل أن يمنحهم العديد من الامتيازات التجارية وإعفائهم من بعض حقوق الدولة كالجمارك والضرائب الخ... وصار الجامع بعد اكمال بنائه مكان للتفاخر وكل من جاء إلى اليمن من الوفود الزائرة يقوم مروجي المطبخ الإعلامي لعفاش لأخذه لزيارة الجامع كتحفة معمارية وإنجاز كبير للقائد (عفاش).

ولم يدم ذلك الأمر طويلا وجاء الانقلابيون بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014م وأزاحوا كل شيء يحمل اسم عفاش ابتدأ من جامع الصالح ومرورا بجمعية الصالح الخيرية ومزرعة واسطبل الخيول الذي حدد له وللاسطبل مساحة بأكثر من 5 كيلو وغيرها من المواقع الهامة وهكذا سقط عرش الصالح وسقط معه مشروع التوريث الذي كان يحلم به ليبقى وأسرته زعيما لليمن إلى مالا نهاية.

واليوم ظهر العديد من الكتاب والصحفيين المطبليين؛ ليربطوا بعض المشاريع العملاقة كالكهرباء باسم القادة ويطلقون على هذا المشروع الذي لم ير النور بعد (كهرباء هادي) وهادي لا يملك المال الكافي حتى يربطوا المشروع باسمه وهو بتكليف من شركة بترومسيلة  النفطية ورئيس البلاد مهمته واجبة أن يتابع ويوجه كل الجهات بسرعة تنفيذه وهذا شيء يشكر عليه الرئيس من كل سكان عدن وبقية المحافظات التي ستستفيد من هذا المشروع بعد انجازه.

لذا ننصح أصحاب مطابخ السوء الإعلامية بأن يكفوا عن تسمية أي مشروع أو موقع هام باسم الأشخاص حتى لا يأتي من يحكم من بعدهم ويطمس كل هذه التسميات التي لا معنى لها ولا فائدة منها وقد تنتهي كما انتهت التي قبلها.

ولنجع الأعمال والإنجازات التي يقدمها القادة والرؤساء لمواطنيهم تتحدث عن نفسها وهي التي ستخلدهم حتى بعد أن تنتهي فترة حكمهم والدروس التي حصلت للرؤساء في العراق وليبيا ومصر وتونس واليمن لازالت ماثلة امامنا كي نتعظ منها ونبتعد عن تمجيد الاشخاص أيا كانوا أو ربط بعض المواقع والإنجازات بأسمائهم لأن كل ما يعتمل في واقع أي بلد هو أصلا من ثروات وخيرات الشعوب والقادة ليسوا مخلدين والأوطان هي الباقية وشعوبها هي من تحترم قادتها بأعمالهم وليس بالدعاية والتطبيل لهم والتطبيل قد يضرهم أكثر مما ينفعهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص