آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:14:06:24
مراقبة المنطوق والمكتوب
هادي شوبه

الخميس 08 اغسطس 2020 - الساعة:15:15:19

 


قليل منا من يراقب نفسه ويقوم بمراقبة كل حرف ينطق به أو يكتبه مع علمه بتأثيراتها الداخلية والخارجية وما الذي قد تؤدي إليه من خلال نطقها أو كتابتها وهي تحمل الكثير والكثير في جعبتها من سياق البرمجة الثنائية المستمرة للأحداث كالخير والشر والعلم والجهل والعسر واليسر وتؤثر تأثيرات سلبية و إيجابية منها الظاهرة ومنها المخفية فبحرفك قد تبني قصرك وبه أيضا قد تحفر قبرك.

دون تفكر و حسبة صحيحه قد يقع المتحدث أو الكاتب بما لا يحمد عقباه بسببها وإن كان ساعيا للخراب بنوايا مخفية سيئه قاصدا للعمل بها لإلحاق الضرر بالآخرين قد يحقق بحروفه المنطوقة أو المكتوبه بعض المطلوب ولكن ثق بأنه لن يسلم مما سوف يأتيه نتيجة ذلك فهو عرض نفسه لمفاجئات جزائية كما أنه قد يحشر بها أنف من حوله من المقربين له فعلى المرء أن يحذر وينظر ما يجمعه ويلقيه وكل مايجمع أما أن يكون له أو عليه والكلمات تتكون من حروف نجمعها ولها تأثيرات عجيبه لما حولنا بقدرة الخالق سبحانه وتعالى ولها خبايا وأفعال رهيبه يتم العقد بها داخليا في الجسد قبل اللفظ والكتابة لإخراجها منه و تستثنى منها بعض الحالات التي قد لا تؤاخذ عليها بما تقول فيها أو تكتب

ولو تفكرنا في الأمم التي قد خلت لنرى الكثير من الدروس والعبر بهذا الجانب وحسن القول من حسن خلق المرء وإسلامه ولله المثل الأعلى سبحانه القائل (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء/تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون)  فالكلمة الطيبة هي الدعوة في الأرض لتجتازها صعودا إلى السماء فتكون ثمارها في كلتا الأرض والسماء هنيئة مريئة لصاحبها فتمتعو بثمارها كي لا تتجرعو سمومها

ولهذا فإن ذلك يدل على ضرورة المراقبة لجميع حروفنا بإصرار وتواجد الحرص المتواصل عليها أن لا تكون سببا لهدم شي او فتنة أو لجرح الآخرين ومضرتهم كن مجاهدا لها أن تكون أساسية لبناء أدوار السعادة والصلاح والمنفعة  للخاصة والعامة فمهما كان وان اختلف الزمان والمكان لا جزاء الإحسان إلا الإحسان قولا وفعلا فالكلمة الطيبة صدقة

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص