آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:00:08:00
في ذكراه الـ 38.. المؤتمر ينقسم إلى (ثلاث) نتف!
عبدالله سالم الديواني

السبت 01 ابريل 2020 - الساعة:19:55:51

خلال الأسبوع المنصرم ونيف، تناقلت بعض وسائل الإعلام تصريحات لبعض قادة المؤتمر الشعبي العام في ذكراه الثامنة والثلاثين وأبرزها تصريحات بن دغر والعيسي وأحمد علي من منفاه.

وكلها تحاول من خلال المناسبة بعث أمجاد هذا الحزب الذي كسب قوته ونفوذه من خلال السلطة والمال وزعامة رئيس الدولة لأكثر من 3 عقود من الزمن.

وبموت الزعيم - كما أسموه في آخر أيام رئاسته للمؤتمر - انفرطت سبحات هذا الحزب الذي كان الكل في الكل، حتى صار ثلاث نتف لم تلتئم حتى اليوم.

نتفة يتزعمها هادي وبن دغر (فريق الأقاليم).

نتفة يتزعمها صادق أبوراس والراعي (الفريق الواقع في الأسر).

نتفة يتزعمها عادل الشجاع (فريق الوحدة أو الموت).

وأحمد علي وريث أبيه يقدم النصائح لهذه الأطراف جميعا من منفاه دون أن يحدد موقفه مع أي من هذه النتف كي يكسب الجميع لأنه يطمح إلى اعتلاء موقع الزعيم الشهيد، كما أطلقوا عليه عند الاغتيال على يد الحلفاء الحوثيين. وربما يحلم بما هو أكبر من ذلك بزعامة الدولة مستقبلا التي خطفها أنصار الله بمساعدة أبيه وفرار عمه علي محسن الأحمر دون قتال.

وقد دأب هذا الحزب، خلال نشاطه في البلاد وخاصة بعد الوحدة، على اجتذاب كل المتساقطين من الأحزاب اليمنية الأخرى ومنحها العديد من الامتيازات كي يضعف أحزاب المعارضة ويبقى هو سيد الموقف كما أراد زعيمه.

وقد وصفته الكاتبة منى واصف في آخر كتاباتها بثعلب السياسة الماكر، فهو مع الكل وضد الكل، وهو مهم كالماء والماء مهم لا يمكن لأي طرف الاستغناء عنه، والمؤتمر بهذه المتناقضات المزدوجة يتطلع إلى البقاء مؤثرا في الساحة والعودة إلى الواجهة كما كان أيام الزعيم .

ومر هذا الحزب بعدة منعطفات منذ نشأته، وتعلم منها الكثير ولعب فيها جميع الأدوار ولكنه يسقط مؤخرًا وبطريقة دراماتيكية لم يكن يتوقعها أحد، حيث انفرط عنه وعن الزعيم كل المنافقين من قيادته عند الضرورة ولم يبقَ إلى جانبه إلا الجنوبي عارف الزوكا وبعض العشرات من حراسته.

ورغم كل هذه المنعطفات الخطرة التي مر بها هذا الحزب فإن قادته لم يتعظوا ويعملوا على لملمة شؤونه خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الحزب والبلاد عموما. وأصبح مشتتا تتنازعه العديد من الأطراف ولم تفلح مناشدات بن دغر ولا عادل الشجاع ولا التاجر العيسي في لملمة كيانه، وكل ما يعملونه اليوم هو التباهي والتمجيد لحزب كان يحكم البلاد بقوة موقع الرئيس ومال الدولة الذي انتهى باغتيال الزعيم أصبح الحزب كالرجل المشلول يحتاج إلى طبيب ماهر أو عدة أطباء مهرة كي يخرجوه من واقع هذا الشلل، وهذا ما يطمح إليه أغلب شرفاء المؤتمر في ساحة اليمن عموما؛ لأن وجوده متماسكا يشكل واحدا من عوامل التوازن بين القوى السياسية الفاعلة في ظل الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص