آخر تحديث :الاثنين 02 ديسمبر 2024 - الساعة:23:27:31
الإدارة الذاتية للجنوب .. التحديات والمهام الماثلة امامها
نصر هرهرة

الاثنين 24 ديسمبر 2020 - الساعة:19:44:05

كثيرة هي التحديات التي تواجه الادارة الذاتية للجنوب ، وللوصل الى التشخيص الدقيق لها لابد من فهم منهاجية تشخيصها بدقه وتحديدها لتعامل معها فالتحديات الماثلة امام المجتمع ومنظماته كثيره لكن هناك تحدي واحد  مهم هو التحدي العام لكل مجتمع وهو عبارة عن استخلاص القاسم المشترك  لجملة الصعوبات والمشاكل (التحديات الفرعية ) التي تجابه المجتمع  ومقلوب هذا التحدي هو الهدف العام الذي ينتصب امام هذا المجتمع  فالعلاقة بين التحدي والهدف تشبه العلاقة بين جانبي محور التقاء خطين متقاطعين مشكلان  الحرف الانجليزي  اكس(x )  فلكي تصل الى التحدي العام تبدأ بجمع البيانات وتحويلها الى معلومات وجمع معلومات نوعية اخرى وكان البداية هي بداية طرفي الخطين وما بينهما  ثم تبدأ بالتحليل وتجميع النتائج وكان الفراغ بين الخطين  تضيق الى ان تصل الى المحور او نقطة التقاطع وهناك تجد التحدي العام اما اذا انتقلت الى الجانب  الاخر للمحور  فانك تجدي الهدف العام وهو مقلوب التحدي  وتبدأ بتفكيكه الى اهداف فرعية ثم ملحات يليها السياسات ثم البرامج واخيرا المشاريع و الانشطة والفعاليات هذه هي منهاجية التشخيص لتحديات وصولا الى التحدي العام الذي اشرنا اليه انفا والمتمثل في القاسم المشترك بين التحديات الفرعية (الصعوبات والمشاكل )  الماثلة امام المجتمع المنظور  والمهم هنا الانتباه ان لا يؤثر  وصولنا الى التحدي العام على تشخيص التحديات الفرعية وخصوصياتها،  وجعل الشمولية تضغط على تفكيرنا فنجد انفسنا بعيدين عن خصوصيات المحتويات الداخلية للمشكلات المتعددة وخصوصياتها يطول الحديث في مجال البحث والدراسة للوضع الراهن وفق المنهاجية ونكتفي بما خلصنا اليه من  استنتاج لتحدي العام  امام الادارة الذاتية والمتمثل في الصعوبات المؤسسية للادارة وتدني ، خدمات ومستوى معيشة الناس واما  الهدف العام للادارة الذاتية فهو مقلوب هذا التحد وهو التطوير المؤسسي وتحقيق انجاز سريع وواضح في الخدمات ومستوى معيشة الناس.

ان الادارة الذاتية للجنوب تجد نفسها امام وضع مؤسسي هش ان لم نقل معيق لعملها وهو عبارة عن تركة ?? عام تمثل في فساد وافساد الادارة والكادر الاداري والفني فقد تدهورت القيم الاخلاقية  والانضباط للعمل وعدم الالتزام بمواصفات شغل الوظيفة في الجهاز الاداري وكرست اليات عمل متخلفة وغابت المقاييس ومعايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والاخلاص لاختيار وتوزيع وتأهيل الكادر وكرست المحسوبية والمناطقية والحزبية بل وتسليط  الاسوأ  والاجهل في احيان كثيره  وتحميلهم الاخفاقات  الناتجة عن تكريس سياسة هدم العمل المؤسسي المتعمدة التي اتبعتها سلطة صنعاء واستفزاز الكفاءات الوطنية  والنزيهة واحباطها وجعلها عبره لكل من لم يتماهي مع تلك السياسية السيئة وتم اهمال الكوادر وعدم تأهيلها وعدم اعطاء فرص لقطاع الشباب في التأهيل والتدريب اكان ذاك على صعيد مخرجات  التعليم او الشباب العاملين في الاجهزة والمؤسسات  وتخلفت انظمت العمل وحتى تلك الانظمة القائمة لا يتم تطبيقها ويتم مخالفتها  وكان المخالفات هي الالية السائدة وتطبيقها هي الحالات النادرة ولم يجري الاهتمام بنظم المعلومات ومجاراتها لتقدم العلمي في هذا المجال ولم يساعد على تكوين قناة معلومات دقيقه يمكن الاستناد عليها عند اتخاذ القرارات والمعالجات للاوضاع المتدهور كما ان اعلاقه بين الاجهزة والمؤسسات والفروع كانت تخضع للمزاجية ومصالح مراكز النفوذ وتم تشجيع العشوائية في العمل ولم يتم تحديث المباني او تأثيثها فنجد الوضع والبيئة لا تشجع على الانضباط والابداع في العمل وامور كثيرة تواجه الادارة الذاتية في اطار البناء المؤسسي لا يسمح الحيز هناء لذكرها .

فوضع الكهرباء متدهور حيث ان الاصول المنتجة لطاقة لم تحدث بل تركت للاهمال وعمرها الانتاجي قد انتهى، مما جعل صرفياتها من الوقود والزيوت كبير واحتياجها لصيانه باستمرار وبتكاليف عالية  ولم تنشئ محطات توليد كهربا جديده ولم تجدد الشبكة وكان يتم تغطية العجز وهو كبير من خلال ما اصطلح عليه بالطاقة المشتراة او بتصدير طاقه من محطات مارب الذي توقفت في بداية الحرب  واصبحت الظلام هو السايد في مدينة النور حيت كانت من اوائل المدن التي عرفت الكهرباء  قبل عواصم عديده وتم استنزاف حقول المياه وانهارت الابار وتدهورت المضخات وشبكات امدادات المياه والخزانات  وانقطعت المياه على بعض الاحياء والوحدات السكنية  وظهر شراء الماء من الوايتات

كما انهارت منظومة شبكات الصرف الصحي وتدهور وضع احواض التصريف وتركت بعض احياء  عدن تغرق في المياه الاسنة والقمامات ومخلفات البناء والبناء العشوائي في سياسة متعمده انتهجوها لتحويل عدن الى قرية في حقد دفين على هذه المدينة الجميلة والذي حظيت بتلك الخدمات قبل غيرها في المنطقة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية وانتشرت الاوبئة والامراض وارتفعت معدلات الامية  وانخفض معدل الالتحاق في التعليم العام وتدني مستوى المخرجات التعليمية وتدهورت كذلك بقية الخدمات كما تدهور المستوى المعيشي لشعب وارتفعت معدلات الفقر في حديه الاعلى والادنى وارتفعت معدلات فقر الجوع  وارتفعت معدلات البطالة .

وامام هذه الاوضاع فقد وقفت الادارة الذاتية منذ اعلانه بجدية ولما كانت  حالة الانهيار كبيره في مختلف المجالات وفي ظل محدودية  الموارد وظروف الحرب ضد الجنوب من عدة اطراف فكان لازاما غليها ان تقوم بترتيب اولوياتها فالوضع الراهن لا يسمح بالانتقال الى التنمية المستدامة ولا حتى الى اعادة الاعمال ولا الى مستوى خطة لتعافي  فان الملحات كانت تفرض نفسها فحددت اولوياتها في:

- مجابهة انتشار فيروس كورونا وبقية الاوبئة وخصوصا الحميات وانتشال الوضع الصحي ومواجهة كارثت الامطار والسيول وتنظيف المدينة ومعالجة اوضاع الكهرباء ومعالجة اوضاع المياه ومعالجة التموين بالوقود والمشتقات النفطية و متابعة اوضاع التعليم لهذا العام والاستعداد للعام القادم  .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص