آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
اللحظة التي تنسف 25 عامًا من الإنكار
عبدالقادر القاضي

الجمعة 08 ابريل 2020 - الساعة:20:00:51

اليوم يذهب بهم الانتقالي الجنوبي نحو حكومة المناصفة بين (شمال وجنوب) مصراً على تقديم تنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض قبل تنفيذ الشق العسكري، محتفظاً بمكتسبات مرحلة النضال الجنوبي، محافظاً على كل تضحيات الشعب هناك .

وليس مهماً أن نذكر ونقول إن للانتقالي في حكومة الـ 50 × 50 نصيب الأسد من بين بقية الحصص الخاصة بالجنوب، فلسنا من نبحث عن انتصار سياسي للمجلس الانتقالي منفرداً، بل الأهم من ذلك أننا نبحث عن انتصار سياسي غير مسبوق تحقق على أيادي هذا المجلس لكل الجنوب كجنوب، إنها لحظة استحقاق تاريخية حاسمة تغرس مداميكها في قلب الواقع وعين الحقيقة، ليعود الجنوب نداً للشمال، وهذا هو الأصل في الأمر كما كان قبل مايو 1990م.

إنها لحظة تاريخية مفصلية تهربوا منها وأنكروها طوال ربع قرن ماضية، لحظة تنسف وتدمر إلى الأبد نظرية الزيف والباطل التي تدعي أن الجنوب فرعاً عاد إلى أصل ليجردوه من حق الشراكة .

سيقول قائل: "إن الحكومة القادمة ستكون حكومة أطراف متخاصمة ولا يعول عليها كثيرا"..  وهذا كلام قد يكون فيه كثيرا من الحقيقة، إنما هذا الأمر لن يلغي خلق تلك اللحظة ولن يستطيع أي طرف أن يتراجع عنها أو أن ينكرها؛ لأنها ستصبح حقيقة كأنها الشمس في كبد السماء.

إنها لحظة إحياء الندية السياسية للجنوب مقابل الشمال التي استطاع الانتقالي الجنوبي أن يفرضها كأمر واقع وهي منطلق جديد نحو أفق صارت أبوابه مفتوحة على كل الطموحات، وأرضية صلبة يقف عليها الجنوب شامخا نداً لا ذليلاً تابعًا قاصرًا بحاجة إلى أوصياء..

إنها لحظة انتصار لكل الجنوب أرادها الله أن تأتي في زمن المجلس الانتقالي الجنوبي وتتحقق على أيادي من فوضهم الشعب الجنوبي في الرابع من مايو 2017م .

يكفي أن تتابع برامجهم في قنواتهم وتسمع صراخهم وعويلهم لتعرف حجم الألم الذي يعتصر قلوبهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص