- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- مسؤول أمريكي : تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية رسالة مبكرة اتخذها ترامب ضد إيران
- الخبجي: التحديات لن تُثنينا عن تحقيق أهدافنا.. والتاريخ لا يُخلّد إلا أصحاب العزيمة
- تعز تنتفض للمعلم والإصلاح يقترح صندوق لفرض جبايات جديدة
- بالوثائق .. تضامن إخواني مع مزاعم متهم بتزوير شهادة دكتوراة للسطو على منصب اكاديمي بتعز
- وزير الخارجية: التوصل لحل سياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن
- وفد من هيئة التشاور والمصالحة يلتقي مسؤولين في الخارجية الايطالية
- الحملة الأمنية بلحج تمتد إلى العند لتعزيز الاستقرار وضبط الخارجين عن القانون
- معلمون وضباط.. «ازدواجية الإخوان» تشل تعليم اليمن
- بعد انتهاء المهلة.. حلف قبائل حضرموت يستثني كهرباء عدن بالنفط الخام أسبوعا
السبت 05 يناير 2020 - الساعة:23:18:09
العقليات التي هندست عملية الغدر باتفاقية العهد والاتفاق الموقعة في الأردن في يناير 1994م بعد وساطة من عاهل الأردن الراحل الملك حسين بين الجنوب والشمال وبحضور وزراء الخارجية العرب، فبعد أن وقعوها أمام كاميرات الإعلام عمدوا على تعطيل تنفيذها وحرضوا وحشدوا بعدها لذبح اتفاقية الوحدة وأعلنوا الحرب على الجنوب أرضاً وإنساناً بدعوى الواجب الديني والوطني، واستخدموا الخطاب الديني فيها ليصبغوها بصبغة الدين، واحتلوا الجنوب بالحديد والنار وجعلوه مجرد فرع عاد إلى الأصل وتابعا عاد إلى المتبوع، وألغوا كل مفاهيم اتفاقية الوحدة الموقعة بين دولتين ونظامين سياسيين، وداسوا عليها وجعلوا حربهم مقدسة باسم الدين وأطلقوا عليها اسما مولودا من رحم الأيدلوجيا الدينية ليمنحوها صبغة دينية فجعلوها (حرب الردة والانفصال).
ومصطلح الردة هو في الأصل مصطلح ديني بحت، يطلق على أي مسلم ارتد عن دينه وأنكر ما هو متعارف عليه بالضرورة كأصل من أصول الإسلام أو ركن من أركانه.
مع أن الشعب في الجنوب لم يرتدوا عن الدين، بل أرادوا أن يرتدوا عن تلك الوحدة التي فشلت بكل جدارة، وهذا التراجع هو حق سياسي أصيل لأي طرف شريك في تلك الوحدة طالما إن حصل وانتفت مسببات استمرار الاجتماع وتجلت أسباب الافتراق الذي قد يوفر للطرفين مآسي وحروبًا ودماءً وضياع مستقبل أجيال بسبب أطماع أشخاص وأحزاب ينتمون إلى طرف، طمعوا بالطرف الآخر فبيتوا له النية وغدروا به حينما قدروا عليه.
تلك العقليات هي نفسها العقليات اليوم التي تريد تكرار نفس السيناريو ليعطلوا ويغدروا باتفاق الرياض بعد أن وقعوه إجبارياً أمام كاميرات الإعلام، بعد تعنت ورفض استمر لأكثر من 54 يوما، فقاموا بعدها بتسليم نهم والجوف للحوثيين ليعطلوا بند توجيه بوصلة الحرب نحو صنعاء بحسب ما نص عليه اتفاق الرياض ليفرغوه من محتواه.
ونفس تلك العقليات الصدئة تسلم اليوم مديريات البيضاء بكل برود وبكامل معسكراتها وعتادها إلى الحوثيين في فصل جديد من فصول مخططهم للضغط على التحالف بعد أن فشلوا طوال 60 يوما من القتال في جبهة شقرة يبتغون اقتحام أبين وعدن. فما كان منهم إلا استخدام ورقة البيضاء للضغط على التحالف، وهي ورقة خاسرة جعلت من استخدمها مهزوماً مرتين، هزيمة أخلاقية في البيضاء التي سلمت للحوثيين دون قتال، وهزيمة عسكرية في شقرة التي لم يستطيعوا أن يحققوا في حربهم ولو انتصارا واحدا يشار إليه بالبنان وهم من قالوا ووعدوا وتوعدوا من أنهم سيدخلون عدن خلال ساعتين لا أكثر.
تلك العقليات الأحمرية الحزبية المتذاكية على نفسها تجدها اليوم قد استنفدت كل رصيدها، ولم يعد في جراب حاويهم وكبيرهم الذي علمهم السحر الكثير من الألعاب والحيل ليبهر الناس بها، فالجميع قد باتوا يدركون من الذي بات هو المشكلة أكثر مما قد يكون هو الحل في الشهور القليلة القادمة.