آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:14:34:39
استهداف الامة العربية 
نصر هرهرة

الاحد 04 مايو 2020 - الساعة:14:58:57

خلصنا في الحلقة السابقة الى ان هناك مطامع خارجية في المنطقة تركيه وايرانية وحبشية والمستفيد الاكبر اسرائيل وهي تلك القوميات التي حاولت مرار وتكرار في التاريخ القديم والوسيط والحديث السيطرة على المنطقة لموقعها الاستراتيجي ولثرواتها وقد كان لها تأثير كبير في تخلف المنطقة عن الركب الحضاري .

التحديات 

1 - ان الهجمة اليوم على المنطقة اكثر شراسة فبعد عدة محاولات لاقامة سد النهضة الاثيوبي وصراع سياسي وعسكري من الدول العربي (دول المصب لنهر النيل ) خصوصا مصر والسودان فالنيل هو هبة الله لمصر وهو شريان الحياة لشعب المصري ورافد اساسي من روافدها الاقتصادية وهو كذلك لسودان ،  فقد انكر الاحباش في بادئ الامر اي تفكير في هذا السد بينما كانت الدول العربية ترصد تلك الاعمال الانشائية التي قامت بها اثيوبيا وبعد تبادل عدة مخاطبات عبر الامم المتحدة ظلت اثيوبيا تنكر اي اعمال لكن الرئيس السادات كان قد اصدر تعليماته لسلاح الجو المصري الذي قام بقصف تلك المنشآت واستمرت المفاوضات وظلت اثيوبيا تتبع سياسية التسويف والعمل في سد النهض حتى اكتمل اليوم وكانت هناك عدة مفاوضات لملئ السد بالتدريج الا ان التعنت الاثيوبي لازال مستمر في ملئ السد دفعه واحده وهذه واحدة من المشاكل التي تتعرض لها مصر رائدة الامة العربية ومنطقة الشرق الاوسط ولابد من حلول عادلة على اساس لا ضرر ولا ضرار بين مصر واثيوبيا ,
كما اننا في الجنوب العربي نعاني من موجة هجرة غير شرعية كبيره من قبيلة الاورم الاثيوبية  وهي تحمل معها مشاكل كبيره صحية وامنية وديمغرافية  اضافة الى نزوح الصوماليين الكبير والعيش في وسط المدن وبدون نظام خصوصا في عاصمة الجنوب عدن ولا يستبعد تجنيد هؤلاء في معسكرات تتبع لتركيا وايران من خلال الاسلام السياسي المتطرف .
2-  التحدي الايراني والذي اشتد ضراوة بعد ما سميت  بالثورة الاسلامية الخمينية حيث ارادة ايران تصدير ثورتها هذه الى المنطقة العربية وبدأت في انعاش المذهب الشيعي  الاثنيعشري في كل دول المنطقة واحتفل الايرانيين في ما اسموه سقوط العاصمة العربية الرابعة  صنعاء بيد الاثنيعشرية الشيعية (بغداد، وبيروت، ودمشق،  وصنعاء ) وانشأت ايران مليشيات مسلحة في لبنا (حزب الله،  والحشد في العراق،  والحوثي في صنعاء ،  ومليشياتها في سوريا ) وتتحرك في مواقع اخرى من خلال نشر التشيع والتوغل السياسي والاستخباري حيث اصبح ذلك بارز في المنامة في مملكة البحرين وتوسع جالياتها في دول الخليج العربي  وفي دول المغرب العربي  وقد اصبحت ايران خطر حقيقي يهدد امن المنطقة فهي تحتل الجزر الاماراتية طمب الكبرى وطمب الصغرى وابو موسى وتهدد امن وسلامة دول الخليج والمملكة العربية السعودية والمقدسات الاسلامية وتقود عناصرها في المنطقة نحو التطرف والتصادم مع السنه ورفع شعارات معادية للغرب حيث تقوم تلك المليشيات بحروب سياسية واعلامية نيابة عن ايران في عدة اتجاهات ونهدد بها الدول العربية والاسلامية وتنقل اليها الاسلحة وخصوصا الصواريخ والطائرات بدون طيار وهي تهدف من وراء ذلك الى السيطرة على  المنطقة واستخدام موقعها الاستراتيجية وثرواتها لمحاربة دول العالم بهدف اخضاعها لتغض النظر عن البرنامج النووي الايراني  الذي قطعت فيه ايران شوط كبير والذي به ستهدد العالم ومنطقتنا بالدرجة الاساسية وانتزاع الريادة العربية لمنطقة الشرق الاوسط .
وهي اليوم وبعد ان مكنت الحوثي من السيطرة التامة على اراضي (ج،  ع، ي ) واصبح يشكل تهديد حقيقي للملكة العربية السعودية والمقدسات الاسلامية والملاحة في البحر الاحمر  الذي تمر فيه حوالي 60% من تجارة النفط العالمية  وبالتالي تهديد الملاحة في قناة السويس  وتشتد الخطورة الايرانية على مضيق هرمز  كما تتلاعب بالقضية الفلسطينية وخلق التشققات داخل حركة التحرر الوطنية الفلسطينية فهذه ملامح ومؤشرات واضحة لمشروع ايراني في المنطقة معادي تماما للمشروع العربي .
3- التحدي التركي وهذا ليس بأمر جديد فالاستعمار التركي المتخلف للوطن العربي ومحاولة طمس الهوية القومية العربية والريادة العربية الاسلامية واليوم وبعد ان اصبحت تركيا عاصمة للاسلام السياسي المتطرف (اخوان المسلمين واجنحتهم الارهابية ) فان تركيا وبعد رفض قبولها في الاتحاد الاوربي وتصفية النظام العلماني التركي وتحويل العقيدة العسكرية التركية باتجاه منطقة الشرق الاوسط وبتمويل قطري  وبعد ما سمي بالربيع العربي الذي قاده الاسلام السياسي واسقاط الانظمة العربية الليبرالية في العراق وتونس ومصر وسوريا واليمني وشعور الاتراك بان هناك ضعف عربي وانها الفرصة السانحة لهم وباستخدام احزاب وحركات الاسلام السياسي  لتحقيق الحلم التركي في استعادة السيطرة العثمانية للمنطقة وتستهدف هذا المشروع التركي في المقدمة دولة مصر العربية فبعد توصيلهم الى قمة السلطة في مصر اعتقدت تركيا ان العقبة الكبيرة امامها قد انزاحت لتحقيق مشروعها لكن الجيش العربي المصري كان قد استلهم ذلك وقام بعملية ناجحة اعادة مصر الريادة العربية لكن الاتراك مستمرين في محاولة تحقيق مشروعهم بدأ من التدخل في سوريا والقبضة الحديدة على اقليم الاسكندرونه ونشر الاسلام السياسي في المغرب العربي والذي كشف القنوشي فصول مهمه من هذا المشروع والتدخل في ليبيا لسيطرة على ليبيا والتضييق على مصر .
وها هي اليوم قد اصبح تدخلها في اليمن والجنوب العربي واضح جدا ويبدو ان هناك تفاهمات مع ايران على المنطقة عكس نفسة في تفاهمات بين اخوان اليمن والفصائل الارهابية التابعة لهم من جهة والحوثي من جهة اخرى  فبعد ان كدس اخوان اليمن الاسلحة التي حصلوا عليها من التحالف على اساس  انها لمحاربة الحوثي وسيطرتهم على الحكومة اليمنية وخيانتهم لتحالف العربي  بداءات تتضح ملامح مشروعهم من خلال تسليم المعسكرات في نهم والجوف ومارب والبيضاء ودمث وادارة فوهات مدافعهم ودباباتهم باتجاه الجنوب  وفتح معسكرات لتجنيد والترتيب بأستخبارات تركية وتمويل قطري في يفرس في تعز وفي عتق في شبوه وفي المهرة وفي وادي حضرموت وشحنات الاسلحة التي تتدفق من عدة سنوات  اكتشفت بعضها. فان الاتراك من خلال اخوان اليمن يحاولوا السيطرة على ثروات اليمن في تنسيق واضح مع ايران والتقاء الطموحات التركية مع الطموحات الايرانية وخصوصا في التضييق على مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية حاملة المشروع العربي وحامية الامن القومي العربي وامن الملاحة الدولية وحاملة شعلة الريادة العربية لمنطقة الشرق الاوسط والتقت الطموحات التركية مع الطموحات الايرانية في محاربة التحالف العربي واخراجه منكسر من اليمن لكن صمود الشعب الجنوبي وقوات المسلحة ومقامته البطلة احبطت تلك الطموحات ولو ان المحاولة مازالت مستمرة..  فهل سيكون التحالف العربي وخصوص مصر والسعودية والامارات في مستوى هذا التحدي واخماده في مهده هذا ما ستكشفه الايام القادمة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل