آخر تحديث :الخميس 18 ابريل 2024 - الساعة:11:18:49
إنصاف الأوطان لا يقبل الشطط والأهواء
محمد ناشر مانع

الخميس 12 ابريل 2020 - الساعة:21:56:28

دائماً مشكلتنا في الجنوب أننا نعيش في وهم الأشياء و ليس واقعها، ونمتلك خطاباً يتمترس في زاوية الشطط والفكر المقدّس المحتكر غير القابل للقسمة، وما تزال تعشعش في رؤوسنا مصطلحات الإلغاء والضم وانتهازية استغلال حاجة الناس للوطن ولو كان بصورة أهون الشرين، فإذا أخذنا على سبيل المثال الهجوم غير المبرر على السعودية لوجدنا ذلك واحداً من أهم نقاط الإفلاس الذي نعانيه في كل شأن، فإن كان الأمر يستطيب له الناس فلنا وإن كان جائراً فهو نصبٌ وفخٌ جديد من الشرعية وداعمتها السعودية، أمور يُصْعَب أن يستوعبها عقل.. كيف لمن وضع لك مقعداً موازٍ للشرعية كان قبل حين ضربٌ من الأحلام أن يعود ليحتال على ما صنع؟!.. ثم يأتي العداء المقصود مع سبق الإصرار و الترصد للشرعية التي قَبِلْتَ السير سوياً معها. الأحرى أيها الكرام أن تدعو للعودة إلى اتفاق الرياض، فهو المُنقذ وهو مفتاح الحلول للطرف الجنوبي أرضاً وإنساناً ليس أرضاً وكفى، لا تذهبكم الأوهام أن السعودية ليست الإمارات، فالدولتان خاضتا المعترك بقدرٍ من الحصافة والحنكة و الاقتدار وحققت نجاحات لا ينكرها جاحد و هي لا تزال تسير باستراتيجيةٍ متقنة، إلا أن من يعيقها هو من تريد إنصافه، لكن إنصاف الأوطان لا تقبل الشطط والأهواء والنزعات الانفعالية الممزوجة بالنرجسية العاطفية والأنانية المفرطة. الأمور ليست بالمسافات التي نقيس بها مقتضانا، فالأشقاء لديهم غايات لا بد من تحقيقها، كان الإصغاء للجنوب مؤشراً يضمن إنجاح غايات للأشقاء والجنوب معاً بشكل تدريجي، لكن الجنوب لم يستوعب بعد هذا البُعد الجوهري ولم يقدم نموذجاً يحمل النَفَس الطويل والمرونة السياسية الكافية التي تجعله قوةً يمكن الوثوق بها، فالبحث عن أعداء وركام من مصطلحات التخوين والارتزاق وعدائه المزمن مع الشرعية من أجل العداء بما في ذلك الأخوة أبناء الجنوب هو ديدن خطابه منذ زمن بعيد ومازال في نقطة الانطلاق ذاتها.

ومع أننا لا نحب السياسة ولكن السياسة ليست خُدَعا ولا أكاذيب ولا تلوُّنا، السياسة هي أن تكون الأميز لتقديم الأفضل وهو ذات المعنى الذي يوجزها بـ"فن الممكن".

لم نشعر بوجود سياسة تحمل هذه القيم، فعموميات الخطاب العقيمة لدى الطرف الجنوبي تتمحور في العَجز عن إنتاج عقلنة خلّاقة جاذبة بعيدة عن جفاف الرؤية.

فالناس هنا تتوق لوطن يجب احترام التوجه العام لها وليس استغلاله.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل