آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:16:59:41
الجنوب وفوبيا الملاحظات
محمد ناشر مانع

السبت 09 نوفمبر 2020 - الساعة:21:30:12

إن الخطاب المتسلط مفرغ المعاني، المصبوغ بنبرات الاستعلاء، المنتشي بآمالٍ انتعشت على أرضية الوهم، الذي لا يكتفي بتطريز وتلميع فئةٍ على حساب أخرى، بل ويتعدى ذلك إلى تفريخ من يرى الوطن من خلالهم، ذلكم الخطاب الذي أنهكته أسقام الانتهازية وجنون العظمة واللغة القمعية المتسلقة، أما آن له الصحوة والتعافي من أحلام اليقظة، "يقظة طاحت بأحلام الكرى وتولى الليل والليل صديق".

البلاد تعيش حالة من الاختناق، وحالة المواطن المعيشية وصلت إلى ما لم يشهده تاريخ البلاد قط في كل مراحلها، وما زلنا نغرد "خارج خارطة الأشياء" ونغفل مساحة السلام لدق طبول الحرب وكأن لعلعة الرصاص أضحت إدماناً ليس منه بدّ، مع أن الوحدات العسكرية في المجمل لا يتجاوز ولاؤها الأفراد القائمين عليها.

يقال - والعهدة على الراوي، أو بالأحرى على الرواة - أن بين كل فيلقٍ وكتيبةٍ أمتارًا ويغيب أي تنسيق بينهم أو حتى مجرد تعاون على قاعدة تبادل المنافع و"نتحدث عن التئامها مسكينة" رحمة الله عليك علي سالم البيض.

بالأمس القريب جداً صنعنا من الأخ خالد بحاح بطلاً قومياً وبمجرد وصفه للأوضاع في عدن المثقلة بالجراح بأنها لا ترتقي إلى المستوى الذي يعول عليه نعيده كعادتنا بردة انفعال إلى رجل لا يفقه شيئاً مما يقول.

"إن لم تكن معنا كيفما اُتُّفِق وإلا سنضيفك إلى قائمة الأعداء".. لغة تجاوزت كُبريات الإمبراطوريات الدكتاتورية.

كيف لأسلوب خطابي الارتجال في الحديث لسان حاله أن يقدم نموذجاً في نشر وحفظ والسلام والوئام والتآخي واللحمة الوطنية والدفاع عن كرامة الناس والتيقن بأن هناك مناضلين وطنيين بحجم وطن مع أنهم لا يجيدون إطلاق رصاصة مسدسٍ، أيها الكرام ليس حمل البنادق وأزيز الصواريخ والرصاص هي وحدها معيار علامة الجودة للوطنية وحب الأوطان.

التصالح والتسامح كقيمة يبدُو أنه هو الآخر سيتحول إلى وسيلة قمعية لأي ملاحظة عن حالة الانقسام التي لم تجد لفتة صادقة للتحاور مع من ابتعد قسراً عن دياره من عقود بسبب الصراعات، تلك الصراعات التي كان اللجوء إلى الوحدة لتجاوزها أحد أبرز الأخطاء  الذي أوقع الجنوب في فخ لم يُحْمَد عقباه.

التمادي في عدم الأخذ بالاعتبار لنداءات التآخي وإعلاء الوحدة الوطنية أرضاً وإنساناً سيسبب لاحقاً أحد أبرز التعقيدات لبناء تراص جنوبي جنوبي مجدداً.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل