آخر تحديث :الاحد 09 فبراير 2025 - الساعة:01:09:52
ورطة القيادة .. ينقذها الشعب الجنوبي فقط
احمد سعيد كرامة

الاحد 05 فبراير 2020 - الساعة:20:25:25

 

بصراحة مرة وجارحة بعض الشيء ، نقول بأن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بورطة حقيقية وصعبة ، عدم إستقرارهم بصورة دائمة في عاصمة الجنوب عدن ساهم بورطتهم التي نتمنى أن يخرجوا منها بسلام ، وأن تكون هذه الورطة هي الأخيرة .

سؤال واجهني ويواجهني باليوم مليون مرة من عامة الشعب ومثقفيهم وفئاتهم المختلفة متى تعود قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عدن وتستقر ، الحلقة المفقودة بيننا وبين قادة الصف الأول هي إنعدام التواصل المباشر معهم إلا مع شخصيات تعد بأصابع اليد وهي الأخرى معضمها بطانة فاشلة ، وكانت هذه الثغرة قاتلة بالنسبة لنا جميعا ولكن الهدف أسمى ، حيث تركنا جميعا فريسة سهلة للإشاعات والفبركات التي نالت من معنوياتنا كثيرا .

أقولها بصراحة لا ذنب للإمارات بعرقلة عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي وباقي رموز المجلس وقادته ، وقعنا بفخ إتفاق الرياض وتعجلنا بتطبيق كثير من بنوده ، وتخلينا عن قادة أمنيين وفتحنا معسكراتنا وخزائن عدن المالية بكل غباء وسذاجة .

من أول شهر لعودة حكومة معين إلى عدن كان يجب تقييم ما نفد وما لم ينفد من بنود إتفاق الرياض ومصفوفته ، هكذا يصنع رجال الدولة ، قلة خبرة وكفاءة وفدنا المفاوض بالرياض رغم إحترامي وتقديري الشخصي لهم ، اوقعنا في مأزق خطير نعيشه اليوم ، إستئثار مجموعة بقرار الانتقالي أثبتت الأيام والأحداث فشلها ، وتجنب العمل الجماعي المؤسسي كان خطأ ديكتاتوري فادح .

كانت عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى عدن في 4 فبراير أي قبل يوم واحد من نهاية صلاحية إتفاق الرياض ومصفوفته ، طلبت السعودية من الزبيدي القدوم للرياض وليس الذهاب إلى عدن ، كاد أن يقع بالفخ لولا فضل من الله وحنكته برفضه الذهاب إلى الرياض ، لو ذهب الزبيدي للرياض لن يكون وضعه أفضل من وضع الوفد المفاوض ، سيتم جدولة إقامته ببعض اللقاءات التي تنسق لها السعودية مع السفراء والوزراء لكي لا يشعر الشعب الجنوبي أن وفده يقبع بشبه الإقامة الجبرية ، رغم خروج بعض أعضاء الوفد من المملكة والعودة لها مرة أخرى ، الغرض من ذلك كسب الوقت والوقيعة بين الشعب المتلهف للخروج من وضعه المأساوي وبين قادته وإحراقهم .

الكل يعلم بأن السعودية تسلمت في أكتوبر القيادة في عدن من الإمارات ، الاجواء والموانئ والمطارات والمنافذ البرية ، كان أخرها منفذ شحن الحدودي مع عمان .

لا يستطيع قادة ورموز المجلس الانتقالي الجنوبي العودة إلى عدن إلا برضى وإذن من المملكة ، وإجبار طائرة على العودة من أجواء عدن يعتبر هزيمة وإنتكاسة على ركابها صغار أو كبار القوم ، تسلل بعض القيادات السياسية والأمنية والعسكرية عبر البحر وصولا إلى عدن يعتبر إهانة وإذلال .

الشعب وحده من بيده المخرج من ورطة كبار القوم ، من خلال تبني حملة إعلامية ومسيرات ومظاهرات تطالب بعودة قادتها ورموزها إلى عدن ، سيناريوا رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يتكرر اليوم في عدن .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص