آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:10:27:29
هل انتهى مفعول هذا العناق؟!
عبدالله سالم الديواني

الاحد 21 ابريل 2020 - الساعة:20:10:55

بتوقيع اتفاق الرياض قبل 3 أشهر بين الشرعية والانتقالي استبشر الناس خيرًا من وراء هذا اللقاء والعناق الأخوي والمودة التي سادت جلسة اتفاق الرياض.

وبحضور قادة الشرعية والانتقالي ومعهم قادة التحالف الأشقاء من المملكة والإمارات وكان عناق الموقعين وابتسامات كل الحضور في تلك الجلسة علامة بارزة على أن الكل قد سئم الصراعات المستمرة وقد حان الوقت للتحول إلى سياسة التقارب والوئام من قبل الجميع لصالح الوطن الكبير شماله وجنوبه ولتصب كل الجهود باتجاه إنهاء الانقلاب الحوثي كمهمة ضرورية وأساسية للجميع.

ومن ثم إخراج الجميع من دوامة الصراعات ومآسي الحروب والاقتتال التي قد تفقد الجميع ما تبقى من الدولة التي تدخل عامها السادس في حرب قد لا يكون لها نهاية على المدى المنظور إذا ما استمرت الخلافات بين الأطراف التي تعتبر نفسها واحدة في مواجهة الانقلاب الحوثي والأدوات والدول المساندة له.

وعلى الرغم من بعض المعوقات التي برزت أمام تنفيذ وقرارات اتفاق الرياض بسبب محاولة طرفي الاتفاق بتغير بعض بنود الاتفاق وفقا لمصالحه فإن الدور الهام الذي تقوم به المملكة الراعية لهذا الاتفاق من خلال ردم الهوة التي يطرحها كل طرف وبالذات ما يخص بعض المسائل العسكرية والأمنية.. مثل هذا الجهد سوف يؤدي حتما إلى تجاوز مثل هذه المعوقات إذا صدقت نوايا وإرادة الطرفين الموقعين على الاتفاق.

إن مرور فترة تزمين الاتفاق والتي قدرت حينها بثلاثة أشهر دون أي تقدم في المسائل المهمة للاتفاق لا يجب أن تؤدي إلى اليأس من قبل البعض لأن الغالبية العظمى من الناس البسطاء لا زالت تؤمل بتنفيذ هذا الاتفاق حتى وإن تم تمديد بعض الوقت لتنفيذه وبالأخص البنود المتيسرة منه والتي ليس عليها خلاف بين الطرفين وعلى رأسها دمج وترتيب وضع القوات العسكرية والأمنية وكذا تعيين محافظ عدن العاصمة ومدير أمنها لأنه يخدم أمن واستقرار عدن وما حولها من المحافظات وسيؤدي ذلك إلى تعزيز وتفعيل دور الدولة ومؤسساتها لتؤدي الدور المنوط في خدمة المحافظات المحررة ومن أهم متطلبات الحياة التي جاء الاتفاق من أجلها، ومن أهمها: الرواتب والكهرباء والمياه والصحة والنظافة، عندها سيكون لهذا الاتفاق مفعوله وسيقف غالبية الشرفاء إلى جانب كل من يحرص على تنفيذ بنود الاتفاق الأخرى المتعلقة بسحب الأسلحة الثقيلة وإعادة ترتيب وضع المعسكرات وإبعادها عن العاصمة عدن وعودة القوات الغازية من شبوة إلى مأرب، ثم يأتي بعدها - إن شاء الله إذا صدقت النيات - البدء بالتشاور على تشكيل الحكومة التكنوقراطية المصغرة التي تم تحديدها في اتفاق الرياض من قبل الطرفين، وبهذه الإرادة ستجعل الاتفاق وتطبيق بنوده محل احترام وتقدير الجميع داخل البلاد وخارجها.

وبهذه الإرادة لطرفي الاتفاق والتي تهدف إلى عدم انزلاق البلاد إلى أسوأ مما هي عليه الآن سيجعل عامة الناس يأملون بأن لا ينتهي مفعول العناق الأخوي والمودة والوئام التي سادت الجلسات الأولى ليوم الاتفاق والتي ظلت ولا تزال محض احترام غالبية الناس الشرفاء في هذا البلد لأنها ستحول آفاق الحياة لهم إلى الأفضل وتمنع الخصومة والاقتتال بين الإخوة أصحاب المصير والهدف المشترك.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص