آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:11:17:17
سبب الهزيمة في نهم: جيش مهلهل ونخب سياسية فاسدة حتى النخاع
عبدالله سالم الديواني

الاحد 10 ابريل 2020 - الساعة:20:36:50

يعلم كل الخبراء والمهتمون بالشؤون العسكرية أن المعارك العسكرية ترسم لها خطط رئيسية في أي مسرح عملياتي وتتجدد في وضع 3 خطط رئيسية لمواجهة العدو المحتمل الذي قد تواجهه في أي لحظة، وترسم هذه الخطط بحسب المعرفة الدقيقة وقدرة طرفي القتال في جوانب التسليح والتدريب والقوام البشري لكل منهما، وبالتالي يتم وضع خطط القتال على النحو التالي:

  • تضع الخطة الهجومية إن كنت متفوقا على العدو، بهدف كسر خطوط قواته في الحد الأمامي ومحاولة إلحاق الهزيمة بقواته؛ كي تجبره على التراجع إلى الخلف ومن ثم فرض شروط السلام أو الحل المراد تحقيقه عن طريق الخطة الهجومية الناجحة.
  • وضع الخطة الدفاعية المتينة إن كنت متساويا أو أضعف من العدو الذي تجابهه تسليحا وتدريبا وقواما بشريا، وبالتالي يتم وضع خطة الدفاع المحكمة التي لا تمكن العدو مطلقا من اختراق دفاعات قواتك والاستماتة في الدفاع عن المواقع التي أعدت بإحكام لمنع العدو من اختراقها مهما كانت الخسائر.
  • ثم تأتي الخطة الثالثة، وهي احتمال القتال مع العدو أثناء المعركة التصادمية عندما يكون قوام القوات المتحاربة متساويا أو متقاربة في هذه المعركة المفاجئة تسليحا وتدريبا وقواما بشريا، وأي قيادة عسكرية محترفة تضع مثل هذه الخطط بالحسبان عند إجراء المعارك العسكرية مع العدو وتضع كافة الاحتمالات لتنفيذ أي منها عند الضرورة وإجبار العدو على عدم تحقيق أي اختراق لقواتك وإلحاق أكبر الخسائر في صفوفه.

ما حصل في نهم وغيرها من المناطق التي تقع في قبضة قوات الشرعية سواء في نهم أو البيضاء أو صعدة انها لم تضع بالحسبان وبكفاءة عالية أي واحدة من هذه الخطط للضغط على العدو الانقلابي لإجباره على السلام والاستسلام، بل كانت طوال 5 سنوات راكدة في مواقعها تترقب الهجمات المباغتة للعدو ومحاولة صده بهذا القدر أو ذاك ولم تضع في حسبانها خططًا محكمة وقوية للدفاع ولا أي خطط للهجوم على العدو والوصول إلى أقرب المواقع لقواته على الرغم من تفوق قوات الشرعية عددا وعدة وتغطية جوية على قوات العدو الحوثي.

وكل ما كنا نسمعه من إعلام الشرعية طوال الفترة الماضية أن هذه القوات تتقدم من تبة إلى أخرى بحسب مهاجمة الحوثي لهذه المواقع، وظل حال الجيش الوطني مهلهلا طوال 5 سنوات دون أي معارك فاصلة وكبيرة تؤدي إلى هزيمة العدو وإجباره على الخضوع، حتى جاءت المفاجأة بالهجوم المباغت لقوات العدو في جبهة نهم والجوف وحققت تقدما ملحوظا وسريعا على قوات الشرعية الذي نزل على الجميع كالصاعقة لأنه كان غير متوقع في إلحاق هذا القدر من التقدم وفي أيام قصيرة على الجيش العرمرم الذي ظل يرابط في مأرب وما حولها لأكثر من 5 سنوات والذي كان يعدنا بالقول اليقين (قادمون يا صنعاء).

وفي الجانب السياسي، الذي يعتبر الموجه والداعم للعمل العسكري، تجد أن النخب السياسية للشرعية القابعة في الرياض وفي مأرب فاسدة بأغلبيتها وهمها البحث عن مصالحها ورفع أرصدتها المالية من وراء إطالة هذه الحرب وكذا توظيف أبنائهم وأقاربهم في أعلى سلم للوظائف الحكومية وفي مختلف سفارات الخارج الدبلوماسية النائمة.

أما مصلحة الوطن والمواطن وهزيمة العدو فقد ظلت طوال هذه الفترة في حالة سبات أربكت قيادة الدولة وأربكت الدول المساندة لها في التحالف وبقية دول العالم وينددون على سلطة شرعية منحها التحالف والعالم كل الدعم والمساندة ومع ذلك أهدرت هذ الدعم في أمور جانبية وسطحية جعلت الشرعية اليمنية غير موثوق بها الأمر الذي جعل العالم يفكر بالمخرج المناسب لحفظ ماء الوجه لهذه الشرعية من أجل الحفاظ على الدولة ولو بحدها الأدنى حتى لا يأتي البديل والأكثر خطرا على اليمن والإقليم والعالم .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص