- الجيش الأمريكي يعلن تدمير 20 مُسيّرة وصواريخ كروز لمليشيا الحوثي
- محافظ حضرموت يرأس لقاءً لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين النيابة الجزائية والأمن العام
- غارات أمريكية تزلزل مواقع عسكرية حوثية بالحديدة.. انفجارات غير مسبوقة
- دبلوماسي أمريكي: على الحوثيين إعطاء الأولوية للسلام
- تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
- فاجن يتضامن مع موظفي السفارة الأمريكية المعتقلين بصنعاء
- حشود سيحوت والمسيلة تصل الغيضة للمشاركة في مهرجان ذكرى ثورة أكتوبر
- بعد اغتيال يحيى السنوار.. الاحتلال الإســرائيلي يحدد المطلوب التالي
- جماهير المهرة تزحف إلى الغيضة للمشاركة باحتفالات 14 أكتوبر
- نقابة للمعلمين والتربويين الجنوبيين تعلن وقوفها وتضامنها مع الأستاذة مريم بارحمة
السبت 09 اكتوبر 2020 - الساعة:22:43:51
لم يحظَ فيصل علوي بالتعرف على أبيه الفنان علوي سعد، فقد توفي و هو ما زال طفلاً لكنه ورث منه الحس الوجداني لتذوق روح الفن و الشعر، فبدأ فيصل علوي من طفولته الأولى يجمع في ذهنه عدداً من الأغاني ويردد إنشادها من خلال سماعه للإذاعة في مكان يتجمع فيه الناس لتناول القهوة وسماع المذياع ببلدته منطقة الشقعة شمال الحوطة، فوقع صوته ذات يوم على مسامع الأستاذ صلاح كرد الذي عُرِفَ بقدرته العالية في اكتشاف المواهب، فنقله إلى الفرقة الموسيقية اللحجية، ومن هناك وجد اهتماماً وتشجيعاً فصدح بأولى أغانيه "أسألك بالحب يا فاتن جميل" التي نسج كلماتها الشاعر أحمد عباد الحسيني ولحنها الأستاذ صلاح ناصر كرد ومن ثَمَّ تم تسجيلها لإذاعة عدن في عام 1959م فصارت واحدة من أجمل الروائع بناءً ولحناً وأداءً.
الفنان الكبير فيصل علوي من أكثر الفنانين ارتباطاً بالناس، فمن خلال إحيائه للأعراس أو جلوسه مع أصدقائه وصلت معظم تسجيلات أغنياته الشجية - فضلاً عن تسجيلات إذاعية و تلفزيونية وحفلات داخل الوطن وخارجه - التي منحها من روحه صبغة فيصلية ظهر فيها علو مهارته الإبداعية في ترويض نغمات أوتار العود بصورٍ بدت فيها إمكانياته العالية في قدرته على حفظ أصالة الإرث اللحجي ومنحه جماليات التجديد وروح الاستمرارية، وكانت تجليات الفنان فيصل علوي قد سطع ألقها وبرز عنفوانها بعد دخوله مرحلة تلحين الأغاني بنفسه، ومنها: يا طائر كف النياح، وعرفتك قبل ما اتعرف على الحب، وغلط يا ناس تصحوني وأنا نايم، وقضيت العمر يا قلبي معذب، وغيرها الكثير.. إذ أبحر فناننا الكبير فيصل علوي بروح إنسانيته وحسه الفني المرهف في تقديم أمتع وأبدع المعزوفات الفنية المتنوعة مكتملة الأبعاد التي حلَّقت بعذوبتها خالدةً في واحات الفن الأصيل لتمتلك قدرة اختراق خارطة حدود السياسة فتصل للمتذوقين من ناطقي الضاد من الماء إلى الماء، فالفن ذوقٌ ورسالة إنسانية تحتاج إلى ملهَمٍ ماهر قادرٍ على إيصاله دون الحاجة لمراسم التصديق على بطائق العبور.. التعلُّم و الانضباط والصدق الفني وأمانة الرسالة والاستفادة الإيجابية من الكبار والتواضع مع الجميع دون استثناء كانت هي الجامعات الأصيلة التي قدمت مدرسةً للتميز والتفرد والتجديد المثير للإعجاب فيصل علوي ليضيف تجدداً لألق اللمسات والسحر الجميل للون مدرسة الطرب اللحجي الأصيل.
الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم قال في لقاءٍ إذاعي مع الأستاذة نبيلة حمود - رحمهما الله - بإذاعة عدن الرائدة: نحن درسنا العزف و لكن فيصل علوي تعلم لنفسه.
وضع فيصل اهتماماً كبيراً عند انسيابية الانتقال بالأداء في الأغنية الواحدة فمنح العزف والصوت تناغماً مع الكلمات معنىً ومبنىً.
صدح الفنان فيصل علوي للوطن و للمغتربين والزراعة والأفراح والأعراس إلى جانب روائعه العاطفية ، وأجاد باقتدار كل ألوان الغناء اليمني.
و ترك - رحمه الله - إرثاً فنياً خالداً يحتاج إلى توثيق ومنهجة في تسلسله التاريخي ليستفيد منه المهتمون.