آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
بذرة التصالح والتسامح الجنوبي
عادل العبيدي

الاثنين 13 ابريل 2020 - الساعة:20:58:08

حب الجنوب (الوطن الأرض الهوية) والفخر بالانتماء إليه والحفاظ عليه، كان هو الذروة التي من أجلها زرعت بذرة التصالح والتسامح الجنوبي التي نحتفل هذا العام بذكراها الـ (14). رواد النضال الجنوبي أدركوا هذه الأهمية، فكانت هذه البذرة هي اللبنة الأولى في نضالهم ضد الاحتلال الزيدي، وكانت هي العنوان الأكبر والأبرز الذي انتشر في كل أرجاء الجنوب يذكرهم أنهم أصحاب دولة، يبشرهم أنه قد حان وقت النضال من أجل استعادة تلك الدولة، لتكون بذرة التصالح والتسامح الجنوبي هي العنفوان الذي صفع خد نظام صنعاء، ينبههم أن نشوة 1994/ 7/7 ، التي أزهقت ما سمي باتفاق الوحدة اليمنية واستحلت الجنوب، لن تدوم طويلا، وأن القادم سيكون لشعب الجنوب نضال وتضحية وفداء ونصر نحو استعادة الدولة الجنوبية.

وبالنظر إلى محاولة القوى الشمالية تعكير صفو النضال الجنوبي من خلال اللعب بورقة المناطقية والتحريش بين أبناء الجنوب عن طريق بعض الأشخاص الجنوبيين الذين أعطوهم الثروة ومنحوهم السلطة من أجل شراء أفراد وجماعات وقبائل جنوبية ليكونوا هم سندهم في اللعب على تلك الورقة الخبيثة، نجد أنه وبرغم ما كان لهم من الثروة والسلطة إلا أنهم لم يستطيعوا التفريق والتحريش بين أبناء الجنوب، ولم يستطيعوا أن يحرفوهم عن مسار خطهم النضالي، وكثيرة هي المكونات والائتلافات التي بتأسيسها حاولوا التعطيل عن الممثل الشرعي للجنوب (المجلس الانتقالي الجنوبي) لتفريخه والتقليل من شعبيته، إلا أنهم خابوا وخسروا، وهذا يثبت نماء بذرة التصالح والتسامح الجنوبي واتساعها حتى وصلت إلى أبعد المناطق الجنوبية، وكانت هي الأساس في تكوين ذلك الوعي الشعبي الجنوبي الموحد، الذي لم تستطع اختراقه أو تفكيكية إغراءات ثروة وسلطة نظام صنعاء وأعوانهم.

وما يزيد من تأكيدنا على أن مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي قد استطاع أن يقضي على كل تلك الخلافات السياسية الجنوبية السابقة التي كان سبب إشعالها بين أبناء الجنوب الواحد هم المنطويون تحت مسمى الجبهة الوطنية الشمالية، ما نراه اليوم من وحدة الصف العسكري الجنوبي الذين يتوافدون من مختلف مناطق الجنوب للدفاع عن المحافظة أو الجبهة المشتعلة فيها القتال مع الحوثيين والإخوانيين، أكان ذلك في عدن أو شبوة أو أبين أو لحج أو الضالع أو حضرموت أو المهرة أو سقطرى، وأيضا ما نلمسه من تعاون منقطع النظير في مختلف الخدمات والمساعدات بين قيادات وأعضاء المجالس الانتقالية في المحافظات الجنوبية، وما هذه اللحمة النضالية الجنوبية التي نراها ونلتمسها اليوم وهذا السلام الجنوبي - الجنوبي إلا دليل ثمرة بذرة التصالح والتسامح الجنوبي.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص