آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:15:30:50
إلى الباحثين عن السراب في بروكسل..
د. حسين العاقل

الجمعة 22 نوفمبر 2019 - الساعة:09:52:01

ليس هناك يا سادة ما يدفعكم للركض إلى بروكسل/ بلجيكا وقبلها إلى عمان/ الأردن سوى بحثكم باسم قضية شعبنا الجنوبي عن من يدفع لكم أكثر من الدولارات مقابل أن تقبلوا على أنفسكم بأن تكون مطية سياسية لقوى إقليمية ودولية تستخدمكم كمعارضة تأدون من خلالها أدوارا مسيئة ومعيبة، الهدف منها تشويه تاريخ شعبكم الجنوبي والمتاجرة بتضحيات شهدائه الأبرار.

إننا نصارحكم القول بأن ما تقومون به من تسويق سياسي ومن مؤامرات عدوانية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، نعتبرها نحن المناضلون هنا فوق تربة أرض جنوبنا المقدس وفي قلب عاصمة دولتنا المنشودة عدن الحبيبة، نتألم منكم ونخجل من تصرفاتكم خصوصا وأنكم تدركون جيدًا بأن الغالبية العظمى من أبناء شعبكم يربطون على تجاويف بطونهم حجارًا تساعدهم على مقاومة العوز والفاقة وتمنحهم ولو وهمًا على قدرة الصمود والثبات في مواجهة أهوال المؤامرات، التي صار البعض منكم للأسف جزءًا أساسيًا في تنفيذها.

  نعم؛ نقولها لكم بكل وضوح: لقد أخطأنا عندما كنا نعتبر البعض منكم (رموزا للقيادات الجنوبية التاريخية) وتحمسنا - وما زلنا - لنجعل من قيم التصالح والتسامح معكم سبيلا لطيّ صفحات الماضي المؤلم والكئيب الذي كنتم سببا فيه!

فإذا كانت جماهير شعبنا العظيم وقواه الحية من المهرة وسقطرى حتى باب المندب يخوضون غمار التحديات السياسية والعسكرية للدفاع عن سيادة أرضنا الجنوبية، لكي ينتزعوا مبادئ الحرية والكرامة من ذلك المحتل البغيض والمتخلف لنستعيد بها مكانتنا الدولية وإقامة دولتنا المستقلة، بينما أنتم تلهثون وراء عروض النخاسة للحصول على صفقات الخيانة والارتزاق، وحتى لا تحاولون وصفنا بأوصاف المعتوهين بالجمود الفكري والنزعات القبلية والقروية والمناطقية التي لم يعد لها جدوى. فإنني شخصيا أستحلفكم بالله وبحق أرواح شهدائنا الأبرار ودماء جرحانا الأبطال، ومعاناة أبناء شعبنا الأوفياء، بأن تقنعوا مناضلي شعبكم ومقاتليه البواسل الصامدين في جبهات المواجهة وهم يتصدون لجحافل الغزو الحوثي والاحتلال اليمني عن ما هي أهدافكم وتوجهاتكم السياسية التي تجعلكم تختلفون بها مع أهداف قضية شعبنا السياسية المشروعة، وتتولى قيادة مجلسنا الانتقالي حمل لوائها وتحقيقها تحت راية الجنوب بكل بسالة واقتدار؟

إنكم بما تفعلون أيها السادة اليوم وأنتم تجشؤون من التخمة في فنادق اللهو والمجون بالعاصمة البلجيكية بروكسل، تضعون أنفسكم تحت طائلة اليقين بأنكم تمارسون أعمالا سياسية مشبوهة لا يقبلها عقل ولا ضمير، وترمون بمكانتكم السياسية وسمعتكم الأخلاقية والإنسانية في حضيض العمالة المقيتة، التي لن تحصدوا منها غير الفشل وخيبة الأمل فيكم، ولكم نحن في هذه المرحلة العصيبة أحوج بها لكل مناضل جنوبي وكوادر وكفاءات سياسية لها تجاربها المفيدة وخبراتها الحكومية المشهودة. حيث كنا إلى ما قبل ظهوركم في ممارسة هذه العيوب نتباهى بأدواركم ونتطلع بعودتكم إلى عدن لتكونوا مصدر قوة وقيادة ملهمة لمجلسنا الانتقالي لاستكمال متطلبات المرحلة الراهنة.

ومع ذلك لا زال لدينا بصيص من الأمل بأن تفيقوا من مطارة السراب في عالم الشتات والاغتراب والبحث عن فتات الهيئات والمنظمات الراعية والداعمة لتمزيق وحدة صفنا الجنوبي، والدول الطامعة إلى نهب خيرات وثروات أرضنا، فتسارعوا بكل تواضع للاعتذار.

وبالرغم من كل ما تفعلوه، إلا أننا نؤكد لكم بأن قلوبنا ما زالت عامرة بحبكم واحترامكم ومشاعرنا متفائلة بأنكم سترفضون الإغراءات المالية والصفقات التجارية غير المشروعة، وسوف يتخذ البعض منكم - إن لم يكن جميعكم - القرار الحاسم بالعودة إلى أحضان شعبكم ووطنكم الجنوبي، المنتظر بفارغ الصبر أن يراكم ويتلمس بحناياه أجسادكم وأنتم بيننا لنساهم معًا في تأسيس مداميك دولتنا الحديثة، دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة.. وعسى من الله أن لا تخيب ظنونا فيكم أبدا. وللجميع مودتي واحترامي..

*عضو هيئة التدريس بجامعة عدن عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص