آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
(الجنوب).. بين القومية العربية واتفاق الرياض
عادل العبيدي

الاثنين 16 ابريل 2019 - الساعة:13:22:48

الجنوب اليوم سيكون بذاته شريكًا مع دول الجوار والمنطقة العربية في حماية أمنها والحفاظ على مصالحها ووحدة قرارها، ولن يسمح لنفسه أن يكون مرة أخرى هو الضحية التي قد تؤدي إلى  طمس هويته وضياع جزئيته من خارطة الوطن العربي، وحتى تبقى تلك المصالح العربية محفوظة في الجزء الجنوبي من الوطن العربي  يجب الاعتراف به ليكون دولة حرة ومستقلة كما كان قبل العام 1990 ، وسيكون كذلك إن شاء الله .

ونحن نرى همجية حزب الإصلاح العدواني في القفز على اتفاق الرياض، الذي بدلا من أن يلتزم في تنفيذ بنوده حسب ما جاءت فيه، نجده يسارع إلى الالتفاف عليه ليعيدوا احتلالهم للجنوب مرة أخرى، وبما أن الاتفاق قد وُجِد وتم التوقيع عليه لحماية أمن ومصالح دول الجوار وبرعاية سعودية، وكون المجلس الانتقالي هو الطرف الممثل للجنوب في هذا الاتفاق، يجب  أن يكون للانتقالي بُعد نظر منه ومن علاقته بالدول العربية الأخرى بما يكون من شأنه الحفاظ على العلاقات الأخوية، والتشبث في التنفيذ الصحيح للاتفاق.

فمازلنا نذكر ولم ننسَ كيف أن حبنا للقومية العربية والسير في طريقها بعواطفنا دون النظر إلى حقيقة الإمكانيات الموجودة لتحقيقها والظروف العربية المحيطة، قد جعلتنا نقع في شراك الاحتلال الشمالي الزيدي الخبيث، حيث أننا ومن شدة حبنا للقومية العربية حينها وتحقيق وحدتها حبينا الوحدة اليمنية واعتبرناها الخطوة الكبيرة والأهم  إلى تحقيق الوحدة العربية، التي وللأسف الشديد أن ذلك كان على حساب استقلالنا، وكادت أن تطمس هويتنا، وأثناء مناداتنا لإخواننا العرب عندما تم الغدر بنا والتغلب علينا باسم تلك المشؤومة الوحدة اليمنية كان الكل قد تخلى عنا.

 تلك التجربة الشديدة الألم، التي لا توصف مرارتها وظلمها وبطشها وجرائمها التي ذاقها أبناء الجنوب من قبل الاحتلال الزيدي، لا نريدها أن تتكرر معنا اليوم باسم تنفيذ اتفاق الرياض.

 حبنا للأشقاء العرب ودول الجوار لن يتغير أو يتبدل وسيبقى هو هو بنفس مستوى، ذلك الحب أيام حبنا للقومية العربية. وللحفاظ على وحدة المصالح العربية المشتركة نحن الجنوبيون أهلٌ لها وقادرون عليها، وقد أثبتنا ذلك في حربنا مع الحوثي التي فيها مازال الجنوب يقدم التضحيات تلو التضحيات، لكن لا يعني هذا أن نتساهل في تنفيذ اتفاق الرياض نزولا عند رضى الأشقاء ورغبتهم فقط لنظهر لهم أننا نحبهم، لأن ذلك يعني ترسيخ احتلال إصلاحي جديد للجنوب وذريعته ستكون تنفيذ اتفاق الرياض.

 على المجلس الانتقالي الجنوبي، وكلنا ثقة بقيادة المجلس، أن يضعوا العلاقات الأخوية المشبعة حبًا واحترامًا وعرفانا على جميع مساعداتهم المختلفة جانبًا، والتمسك الشديد بتنفيذ بنود اتفاق الرياض كما جاءت في الاتفاق دون تقديم بند على آخر في جانب آخر، وأن لا يجعلوا من تلك المشاعر الأخوية في العلاقات سببًا في موافقتهم على حرف آلية التنفيذ أو في تنازلهم عن بعض ما جاء به الاتفاق؛ لأن ذلك قد يضع الجنوب في ورطة احتلال إصلاحي شمالي جديد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص