آخر تحديث :الاثنين 02 ديسمبر 2024 - الساعة:22:58:58
تحويل التهديدات إلى فرص
نصر هرهرة

الاثنين 24 ديسمبر 2019 - الساعة:11:19:29

عندما أطلقت المملكة العربية السعودية الدعوة للمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية للحوار في جدة كان لابد أن نتوقع  القضايا التي سيتم مناقشتها، وبالفعل صار ما توقعناه حقيقة، وأثناء الحوار كان لابد من إرسال رسالة واضحة  تبيّن التحديات أمام الجنوبيين، وتم حصرها في ثلاث تحديات تؤول إلى ثلاث مخاطر،  وقامت الأرض ولم تقعد احتجاجًا على هذا النشر، واعتبر البعض أن هناك من سرّب ما يجري مناقشته، وكان أهم ما تضمنه اتفاق جدة هي معالجات  لتلك التحديات وبدأ الحديث عن الإنجاز ات الجنوبية في هذا الاتفاق وتمكنت من صياغة ما أريد التحذير منه بطريقة غير مباشرة من خلال اعتبار عكسه إنجازًا،  وعند وصول معين إلى عدن حذرنا في مقال بعنوان (اتفاق الرياض يدخل حيز التنفيذ) خطورة استغلال هذا الاتفاق لترويج لمشاريع سياسية يستبق الحلول النهائية، أما اليوم والعمل يجري على تنفيذ الاتفاق واتساقا بما كتب في السابق فإن الإنجاز الجنوبي يتحقق من خلال تحويل ثلاث مخاطر إلى ثلاث فرص  ينبغي استغلالها  وممارسة سلطات انتقالية أوسع وبناء مؤسسات عسكرية وأمنية  بعقيدة جنوبية ومشاركة ناجحة في العملية السياسية التفاوضية القادمة، ووضع تطلعات شعب الجنوب على طاولة التفاوض وهي:

  • أن لا تؤول المشاركة في الحكومة اليمنية إلى إعادة يمننة الجنوب.
  • أن لا تؤول عملية تنظيم القوات الجنوبية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية إلى تجريد الجنوب من قواته.
  • أن لا تؤول مشاركة الانتقالي ضمن وفد الحكومة اليمنية في المفاوضات القادمة إلى إفراغ القضية الجنوبية من محتواها الحقيقي.

فكيف يمكننا  تحقيق ذلك؟

أن تكون مشاركتنا في الحكومة اليمنية فرصة لنقل عمل المجلس الانتقالي إلى داخل مؤسسات الدولة وممارسات السلطات الانتقالية من خلالها  والمشاركة الفاعلة في صنع القرار السياسي والعسكري والإداري···إلخ، وهذا يتطلب رؤية يتسلح بها الانتقالي وعناصره التي ستشارك في الحكومة، أن تكون عملية تنظيم القوات العسكرية والأمنية الجنوبية في إطار وزارة الدفاع والداخلية عملية شرعنة لها وليس لتغيير عقيدها أو إذابتها وأن تكون هذه القوات سلاحاً بيد شعب الجنوب لتحقيق تطلعاته وليس لقمعه وإخضاعها لمشاريع سياسية تتعارض مع أهدافه على أن تتضمن الرؤية المذكورة آنفا آليات تحقيق ذلك.

  • أن تكون مشاركة الانتقالي ضمن وفد الشرعية في المفاوضات السياسية القادمة وسيلة لحمل القضية الجنوبية بمضمونها الحقيقي إلى طاولة المفاوضات بحيث يكون الوفد الجنوبي ضمن وفد الحكومة، ولكن برؤية مستقلة لقضية شعب الجنوب مثلما دخل وفد ضمن الوفد الجزائري إلى مجلس الأمن، وعندما حانت له الفرصة تحدث عن بلده وتطلعات شعبه.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص