آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:04:59:50
زخرف الكلام .. (حين اتصل بي صالح وقال أبين سقطت)
عبدالقادر القاضي

الجمعة 00 مارس 0000 - الساعة:00:00:00

اي كاتب او محلل سياسي تجده يصف جيش مايسمى بالشرعية بأنه جيش مخترق من زعامات وأفراد محسوبين على تنظيم القاعدة في اليمن ،، فذلك توصيف لم يجافي الحقيقة ولم يبتعد عنها ،، حتى وإن كان الوصف او التوصيف مؤلم لأي انسان وطني يريد أن يكون جيش بلاده جيش نظامي خالي من اي ولاءات حزبية او تنظيمية او شللية .

لم يكن إطلاق هذا التوصيف الذي برز مؤخراً في هذه الحرب على مايسمى بجيش الشرعية لم يكن مجرد توصيف فيه تجني او جاء من خيال مريض لأحد الكتاب او الإعلاميين او لمجرد إطلاق التهم جزافاً ،،

بل هو توصيف يلامس الحقيقة ويضع يده على موضع الألم وله ومرجعيات وأحداث انطلق منها هذا التوصيف ولم يكن وليد الصدفة ،، لكي يحاول البعض إنكاره من باب المكايدات السياسية والانتصار للذات على حساب إنكار الحقائق والقفز على الأحداث وخلط الأوراق .

امر اختراق هكذا تنظيمات للجيش اليمني هو أمر شهد عليه الرئيس هادي بنفسه في يوم من الأيام حينما رفض الاشتراك بأن يوافق على التصدي للمظاهرات 2011م في صنعاء في بداياتها باستخدام القوة ،،

وقال الرئيس هادي مواصلاً حديثه انه وبعد اسبوع من رفضه وحنق صالح منه اتصل به صالح ليخبره أن القاعدة سيطرت على محافظة أبين وفي نبرته التشفي او كما قال الرئيس هادي.

تلك لمحة بسيطة تخبرك بكل وضوح أن العلاقة بين النظام وتلك التنظيمات كانت علاقة فيها إيقاع منضبط .

ومازالت الذاكرة الجمعية لهذا الشعب تتذكر يومها حينما سلم القائد ( الصوملي ) للقاعدة معسكر بكامل عدته وعتاده وذخيرته دون أن تطلق طلقة رصاص واحدة ،،

اختراق الجيش اليمني او لنقل الجزء المخترق من الجيش اليمني التابع للشرعية الذي يتبني هكذا فكر ويضم بين صفوفه هكذا أفراد او جماعات مؤدلجة ماهو إلا جزء من من بقايا ذلك النظام الذي كان يسلمهم المعسكرات ومن قبلها أتى بهم من افغانستان .

وسهل مهام انخراطهم في السلك العسكري ،، وخاصة بعد غزو الجنوب 1994م حيث كان لهم دور بارز حينها في تلك الحرب التي جعلها حزب الإصلاح حينها حرب مقدسة ضد الماركسيين الشيوعيين الكفار الخارجين عن الملة الملحدين الموتوريين أهل الجنوب ،،

هكذا كانت تعبئتهم الفكرية ضد الجنوب بل ان مصطلح حرب الردة والانفصال هو مصطلح ديني بحت يستحضر حكم حد الردة شرعاً في ذهن اقل مقاتل علماً وفهماً ليكون مقتنع انه الآن يشارك في حرب دينية مقدسة .

اي سياسي او حتى مواطن عادي عاصر كل تلك الاحداث لن تجد بينهم اثنان يختلفان على ان ماكان يفترض ان يكون جيش وطنياً من بعد 1994م وما فوق بأنه مر بمراحل بناء تحالفات غير مؤسسية مع زعماء تلك الجماعات لما اقتضته مصلحة الطرفين حينها،،

فأصبح بينهم وبين ذلك النظام أدوار يتبادلونها ومرتبات يستلمونها وتحالفات ضمنية بينهم وبين زعامات حزبية وعسكرية وقبلية في النظام السابق الذي يتواجد نص اعمدته الان الشرعية نفسها

وحتما أن تلك الزعامات المشاركة في الشرعية او لنقل المبتلعة للشرعية هي جزء أصيل تلك الحقبة وذلك الماضي القريب .

والغريب اليوم ان يأتيك اعلامي واخذ في نفسه مقلب كبير ولا يملك رؤية ولا أفق ولا ابداع ولاذاكرة ليتذاكى ويقفز فوق كل تلك الاحداث ومسلماتها ليحاول أن يبرىء ساحة حزب لعين او أن يخفف من وقع ذلك التوصيف ومحاولة إنكاره وكأنه وليد اللحظة وجاء من الفراغ ومن محض الصدفة ،،

مع اننا جميعنا حتى المختلف معنا سياسياً إن كان منصفاً فلن ينكر وجود تلك التحالفات ،، وليس فقط مجرد اختراق عادي ازعجك انتشار مصطلحه وتوصيفه الحقيقي .،،

هكذا هي الحقائق غالباً ماتكون مزعجة ومؤلمة لكن الشفاء التام لايكون إلا بمواجهة موضع الألم ومواجة انفسنا قبلها بالحقيقة كما هي دون روتش فلم يعد ينفع اليوم زخرف الكلام وقد بلغ بنا الحال هذا المقام .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص