آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:13:52:01
الرقم والعمر وميلاد ابنتي
عبدالله ناصر العولقي

الجمعة 00 مارس 0000 - الساعة:00:00:00

سأنأى بقلمي اليوم عن الخوض في قضايا السياسة أو قضايا هموم المواطن واتجه به في رحلة ذات طابع آخر في الحياة وجزء منها خصصته لذكرى ميلاد ابنتي.  
تمضي سنوات العمر سريعاً، وبمرورها السريع والخاطف، نتفاجئ بتغيّر الارقام وصعودها إلى الأعلى مما يعني  ارتفاع العمر وربما بلوغ الكبر أو قد يعني تجاوز مرحلة من العمر ودخول مرحلة أخرى، ورغم أن عمر الانسان ثابت يحدده رب العالمين فقد لا يتجاوز مرحلة الطفولة ولكن ما أقصده هو توالي السنوات التي تنقضي من اعمارنا المحدودة على هذه البسيطة، فسنوات العمر تسير بخطوات محسوبة لا يمكن ان نعيدها للخلف كي نتحايل على عجلة الزمن التي تسير بأمر الله في اتجاه واحد على الطريق السابلة، دون توقف، وعمر الإنسان محسوب بعدد من السنين، وصدق الشاعر حين قال:
عامُ مضى مثلهُ لا يرجعُ
             والعمرُ يمضي والفناء يسرعُ
ولكن قد تصدمنا هذه الاعداد حين نكتشف أن العمر قد أنقضى منه الكثير، فنتسائل، هل كنا في غفلة وشرود ذهني؟ أم ربما أنه شعور باطني يرفض الإعتراف بذلك العدد الكبير من السنين التي مضت من العمر ولن تعود؟، فيا لهذه الارقام العجيبة من حكم وأثر كبير في حياتنا، فتاريخ وجود هذه الارقام في حياة الإنسان قديم وقد استخدمت بطرق عديدة وبعضها كان متخلف في العصر القديم فقد وضع الفراعنة رموز خاصة سموها ارقام، وكان للرومان دور في وضع ارقام حديثة لا زالت تستخدم إلى يومنا هذا، وكذلك العرب كان لهم دورهم في وضع الارقام الانيقة والعملية المستخدمة حاليا في الغرب، وللارقام دلالاتها الحيوية في حياتنا، فجميع العلوم لا تخلو من الارقام كما ان للرقم بعض المعاني اللغوية في السياسة والاقتصاد، فمثلاً عبارة رقم صعب تعني التأثير والثقل السياسي، وربما رقم معين في الاقتصاد والمال يعني الثراء ورقم آخر يعني إشهار الإفلاس.  
لقد جمع الرقم 24 في يومنا هذا الخميس من هذا الشهر ذكرى تاريخ ميلاد ابنتي أم نائلة وفي نفس الوقت بلوغها سن 24، فلم يهمني توافق السن والتاريخ ولكني لم اصدق مرور تلك السنوات السريع، اطال الله عمرها وبارك فيه،
 لازال حدث يوم ميلادك 24 اكتوبر 1995م مخزون في ذاكرتي، ذلك اليوم الذي إنبثق فيه جسدك الصغير، وخرجت هزات انفاسك الرقيقة إلى عالم جديد، فلم يكن ذلك اليوم عادياً بالنسبة لي وحتى لا يظن اخوك ناصر الذي سبقك أنني لم أسعد بيوم ولادته، فأنأ لم اقصد ذلك، وإنما اقصد أن ظروف ولادتك مختلفة فهو وضعته أمك في المستشفى، لكن ما حدث يوم ولادتك انتِ كان غير طبيعي بالنسبة لي، فقد نحت ذلك الحدث ذكرى خاصة، فقد دهشت عند عودتي في ذلك اليوم إلى المنزل بصحبة سيارة أجرة لاصطحاب أمك إلى المستشفى، من ذلك المشهد الذي لم اكن اتوقعه، فقد شاهدتك كدمية صغيرة تنبض بالحياة ملقاه بجانب امك على ارضية الحجرة والحبل السري ملفوف بينكما، فذلك المنظر الذي ضم أحاسيس كثيرة فمزج الفرحة بقدومك مع الخوف والارتباك لثواني قليلة، والحمد لله تمت ولادتك بسلام، ولكني أشعر أن تلك اللحظات لما تختزنها ذاكرتي فقط بل إنعكاس شعاع أحداثها بقت حبيسة ومحاصرة في عيني، فلم أسمح لذلك الشعاع بالتبدد والابتعاد، فإلى هذه اللحظة عندما اطبق جفن عيني استطيع أن اسمح لذلك الشعاع أن يرسمك بوضوح فتعود تلك الصورة واضحة وكأنها حدثت اليوم أمامي، فكل عام وانتِ بالف خير.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص