آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:23:03:34
كثيرة هي التعيينات بدرجة ومخصصات (دب) !!
جلال عبده محسن

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

يروى انه في احدى الغابات أعلن عن وظيفة شاغرة لوظيفة أرنب، لم يتقدم أحد غير دب عاطل عن العمل، وتم قبوله وصدر له أمر تعيين .  
وبعد مدة لاحظ الدب ان في الغابة أرنب معين بدرجة وظيفية هي (دب) ويحصل على راتب ومخصصات دب، أما هو فكل ما يحصل عليه مخصصات أرنب!! تقدم الدب بشكوى الى مدير الادارة وبموجبه تشكلت لجنة من (النمور) للنظر في الشكوى، وتم استدعاء الدب والأرنب للنظر في القضية. طلبت اللجنة من الأرنب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية، وكل الوثائق كانت تؤكد ان الأرنب دب. ثم طلبت اللجنة من الدب أن يقدم أوراقه الثبوتية, فكانت كل الوثائق تؤكد ان الدب أرنب!! فجاء قرار اللجنة بعدم احداث أي تغيير لآن الأرنب دب والدب أرنب بحسب ما تشير اليه الوثائق. حينها لم يستأنف الدب قرار اللجنة ولم يعترض عليه، وعندما سألوه عن سبب موافقته للقرار أجاب: كيف أعترض على قرار لجنة (النمور) التي تشكلت من مجموعة من (الحمير) وكل أوراقهم تقول انهم نمور!!  
 هذه الحكاية الساخرة بأبعادها ودلالاتها الرمزية التي تعكس حالة الغش والتدليس في المجتمع وعدم اعطاء كل دي حق حقه تكاد تحاكي الواقع الذي نعيشه اليوم جراء الظلم والقهر والفساد الذي يعتري مختلف نواحي حياتنا ومن ضمنها تلك القرارات وما اكثرها الصادرة بالتعيين لغير أهلها من الكفاءات دون مراعاة لأبسط معايير وشروط واجراءات الوظيفة العامة بحسب الأنظمة والقوانين. ففي الوقت الذي يوجد فيه الآلاف من خريجي الجامعات من ذوي المؤهلات العلمية ومن مختلف درجاتهم ومستوياتهم من الشباب طالبي العمل والتي تعج بها أدراج مكاتب الخدمة المدنية في مختلف المحافظات قيد التسجيل ومنذ عدة سنوات مضت تنتظر حقها القانوني في التوظيف ورفدهم الى سوق العمل ولو بدرجة ومخصصات (أرنب)، فانه بالمقابل نرى ذلك الكم الهائل من القرارات وفي اطار الفساد السياسي للاستحواذ على المناصب والوظائف الحساسة في الدولة ذات السمعة والسلطان والتي تقضي بالتعيين في الوزارات والمنظمات والهيئات والبعثات الدبلوماسية ومن خارج الحدود حتى لمن بلغوا احد الاجلين او كلاهما معا، وكذلك لمجموعة من رموز الفساد في النظام السابق وكأنها مكافأة لهم لنهاية الخدمة على فسادهم في الماضي، بدلا من اتاحة الفرصة للشباب العاطلين عن العمل، وجلها قرارات لا تراعي الكيف والضرورة، بل تراعي جانب المحاباة والمجاملات والمحسوبية والوساطة وذوي القربى وبمثابة اغتصاب للوظيفة العامة على حساب الكفاءات الحقيقية لمن لا سند لهم، تكاد تلك الوظائف تقدم لهم كوجبات مجانية تعتمد قائمة طلباتها على الزيت المقطر من الخارج هي في الآصل وظائف تفوق قدراتهم أو تخالف توقعاتهم ليحظى بها الشخص منهم بوظيفة (أرنب) ولكن براتب ومخصصات (دب)!! .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص