آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:22:23:25
ماهو الهدف من تواجد النازحين الإثيوبيين في عدن؟
عبدالعزيز الدويلة

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

من الملفت للنظر هذه الأيام تواجد أعداد كبيرة من النازحين الأفارقة (الإثيوبيين) في شوارع مدينة عدن وأمام المخابز والمقاهي والمنتزهات وغيرها من الأماكن البعيدة عن المساكن، الأمر الذي يثير التعجب والتساؤل عمّا وراء حقيقة تواجدهم وكيفية دخولهم إلى محافظة عدن والمناطق المجاورة لها في ظل ما تعانيه المحافظات الجنوبية المحررة من فقر ومجاعات وأزمات وخلافات ربما تنذر بحرب أهلية محتملة هذا إذا فقدت دول التحالف سيطرتها الأمنية والتحكم في زمام الأمور بشكل عقلاني وحكيم وبروح المسئولية والتي تقع على عاتقهم في هذه المرحلة من تطور العمليات العسكرية.. ولعل تواجد النازحين الشباب الإثيوبي في هذه الظروف والمشكلات المتراكمة ربما يزيد الطين بلة, وسيعكس أزمة إنسانية ليس على الجنوبيين وحسب؛ بل سيشمل النازحين أنفسهم.

 

تلك الظاهرة تدعو إلى التساؤل والاستغراب؛ لأنه من غير الطبيعي والمنطقي أن تنزح مجاميع من الناس من دول مستقرة سياسياً واقتصادياً مثل إثيوبيا إلى مناطق توتر وحرب ومجاعة مثل اليمن؛ إلا إذا كان هناك مآرب وأهداف سياسية تقف وراء هذه النزوحات الجماعية والكبيرة؛ حيث ما يلفت الانتباه أنه جرى عمل مخيمات في منطقة إب لتستقبل هولاء النازحين وبرعاية أممية؛ ولكن هذه المخيمات أصبحت مفتوحة يتحرك فيها هولاء النازحين بحرية بالإضافة إلى أن هولاء النازحين يفضلون البقاء والتواجد في مدينة عدن حتى ولو استدعى بهم الأمر بقاءهم في العراء تاركين جو محافظة إب الجميل متحملين جو عدن الساخن مما يدل على أن هولاء النازحين لا يسعون إلى لقمة العيش والبحث عن مأوى وعيش كريم، بل إن وراء الأكمة ما وراءها. فهم يأتون قاطعين البحر ويتكبدون مشقة الطريق حيث يقطعون مسافات طويلة مشياً على الأقدام وبشكل طوابير للوصول إلى محافظة عدن.

 

وبدلاً من أن تتخذ الشرعية إجراءات ترحيلهم أو حصرهم واحتجازهم في أماكن معينة ظلت بموقع المتفرج والمترقب لشيء ما قد يحدث أو أنها على علم بأهداف تلك المجاميع.

 

ومن ينظر إلى هولاء النازحين الإثيوبيين يجد أنهم من فئة الشباب وذوي البنية القوية والملامح العسكرية وهذا ما يدعونا إلى التخوف وأخذ الحيطة والحذر لاحتمال أن يقوموا بأعمال عدائية ونوبات عنف كالقتل والسرقة والاغتصاب بهدف إثارة الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار في مدينة عدن وترويع مواطنيها الآمنين وهم في غنى عن أي مشاكل من هذا النوع وربما هذا ما تسعى إليه بعض القوى التي لا تريد لعدن الخير والنعيم بالاستقرار والأمن.

 

إن على السلطات المحلية في محافظة عدن والمتمثلة في وزارة الداخلية والأمن بعمل إجراء فوري يحصر هولاء النازحين وتخصيص أماكن محددة لهؤلاء والتنسيق مع الأمم المتحدة لشئون النازحين أو توفير الحد الأدنى من الضروريات من المأكل والمشرب والسكن وإشعار حكوماتهم بكيفية العمل على ترحيلهم وعودتهم إلى أوطانهم. 

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص