آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:17:29:01
بقي أن يطلبوا ترحيل شعب الجنوب من أرضه !
أحمد عمر بن فريد

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

قدمت الحكومة التي يدير شؤونها ويتحكم في قراراتها ومفاصلها الجنرال العجوز / علي محسن الأحمر عبر مندوبها في الأمم المتحدة بحسب ما وردنا " طلب " اعتبار المجلس الانتقالي الجنوبي طرفًا معرقلًا في العملية السياسية ! واعتبار مختلف القوات والتشكيلات العسكرية والأمنية الجنوبية كقوات الحزام الأمني والنخبة كـ " مليشيات " خارجة عما يسمونه بسلطة ومؤسسات الدولة. والمفارقة العجيبة أن هذه الحكومة وهي تقدم هذا الطلب تدرس في نفس الوقت خيار الانسحاب من اتفاقية سياسية وقعتها هي وليس المجلس الانتقالي في ستوكهولم في السويد برعاية الأمم المتحدة !

شخصيا لم أستغرب مثل هذا الطلب المقدم إلى مجلس الأمن , فليس بمستغرب أبدا أن يأتي من طرف حاقد على الجنوب وأهله وقضيته , خاصة وهو يعيش حالة من التخبط وعدم التوزان والوهن على مختلف المستويات السياسية والعسكرية من جهة , ولأننا نعلم تماما عقلية هؤلاء , وكيف يفكرون , وكيف يمكن أن تكون تصرفاتهم ومخططاتهم في كل ما يتعلق بالجنوب من جهة أخرى , وفي تقديري أنه لو بقي من المنطق ما هو بنسبة ( 1% ) لإمكانية قبول طلب بترحيل " شعب الجنوب " من أرضه لما ترددت قوى 7 يوليو الحاقدة من خزي وحقارة المحاولة .

يفهم العالم كله , أن مثل هذا الطلب يمكن أن يكون منطقيا إذا ما تعلق بمليشيات الحوثي ومكتبهم السياسي , وعطفا على ذلك , وبكل تأكيد سيصاب عضو مجلس الأمن الذي سيقرأ الطلب بالحيرة والذهول , وربما سيفرك عينية ويعتقد للوهلة الأولى أن هناك " خطأ مطبعي " قد حصل , وأن الطرف المقصود في الخطاب هو مليشيات الحوثي وليس قوات النخبة والأحزمة الأمنية التي برهنت للعالم علو كعبها في محاربة الإرهاب وحفظ الأمن في الجنوب ! ومن باب أولى ليس المجلس الانتقالي الذي يستمد شرعيته من شعبه , والذي هو وفقا للمقاييس المتعارف عليها لمعنى الشرعية يمتلك شرعية أكثر بكثير حتى من حكومة الحاجة التي منحتها الضرورة السياسية شرعية لا تمتلكها أصلا.

في نفس سياق هوس حكومة معين بالجنوب وبالمجلس الانتقالي , لاحظنا بشكل واضح جدا , تكرار طلباتهم للسفراء الذين يزورونهم في المعاشيق التصريح في مختلف المناسبات بكل ما هو مطمئن لهم فيما يتعلق بالوحدة ! أو الحكومة الشرعية والتعامل معها وحدها دون غيرها , والحمد لله الذي جعلنا نشاهد هذه الوحدة وهي تصل إلى هذه المرحلة لم تعد فيها قادرة على أن تحمي نفسها , بل ويصل بها الحال التعيس إلى حد أنها باتت تتوسل بقائها وحضورها العدم من تصريحات شفهية تطلب من سفراء الدول , وكان آخر نموذج مخزٍ لذلك , طلبهم من السفير الأمريكي الجديد التصريح بأن فريق الخبراء الذي التقى قيادة المجلس الانتقالي بأنه وفد لا يمثل الحكومة الأمريكية ! وأنه هو الذي يمثل الحكومة الأمريكية ! على الرغم من أن التصريح الرسمي للمجلس الانتقالي قد ذكر بشكل واضح: إن من التقى بهم هم مجموعة من المباحثين والمفكرين الذي يمثلون مراكز أبحاث ودراسات أمريكية , لكن " الحالة المهزوزة " التي تعيشها هذه الحكومة وعدم ثقتها في نفسها جعلها تتوسل السفراء مثل هذه التصريحات , التي يقوم بترجمتها فورا " مترجم متحمس " يبدو شكله مضحكا وهو يشدد على مخارج الكلمات المطلوبة , ولا نعلم إن كانوا يدركون أن مثل هذه الطلبات الصبيانية تنعكس سلبا على مكانتهم الضعيفة أصلا وتبعث برسائل عبر غبائهم إلى هؤلاء السفراء تنبئ بدرجة الضعف التي تعيشه حكومة معين .

بقي أن نقول: إن الاحتلال عبر التاريخ يعتبر مفهوم وممارسة قذرة , لكنني شخصيا لم أشاهد احتلال إلى هذا الحد من الوقاحة والخسة أكثر من هذا الاحتلال الخبيث الذي جثى على صدر الجنوب العربي منذ يوم 7 / 7 / 1994 م , والذي لا زال حتى وهو في النفس الأخير يمارس أقذر أنواع المؤامرات تجاه شعب أصيل لن يجد منه إلا كل استبسال وصمود ومقاومة .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل