آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:00:21:07
حرب الضالع وتقرير الأزمات الدولية
عادل المدوري

الاحد 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

نشرت مجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group) على موقعها الإلكتروني يوم الأثنين تاريخ 6 مايو 2019م تقريرا حول اليمن وكزت الأزمات الدولية في تقريرها الأخير على الحرب الدائرة في حدود الضالع الجنوبية، الذي حمل عنوان “مجموعة الأزمات، اليمن التحديث العاشر”. 
هذا التقرير قدم شهادة حقيقية عن المعارك بين القوات الجنوبية المدافعة عن أرضها والقوات المعادية الشمالية وعلى نحو مختلف لما تسعى حكومة الشرعية وبعض الأطراف المحلية والإقليمية ووسائل إعلامهما على إبرازه من خلال محاولة إستغلال صمود وإنتصارات المقاومة الجنوبية وتصويره على إنها إنتصارات الجيش الوطني وتسمية الأمور بغير مسمياتها عبر التقارير الإعلامية المضللة والكاذبة.
فقد اكد التقرير بوضوح “ ان الحرب الدائرة في الضالع بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة والحوثيين من جهة اخرى حرب مرتبطة باستقلال الجنوب وحرب تدور بين الشمال والجنوب ”. ولا وجود لما يدعونه لقوات الحرس الرئاسي أو القوات المشتركة.
وليس هناك من شهادة على تحالف الإخوان والحوثيين ضد الجنوب ومحاولة غزوه مجدداً أكثر مما تضمنه تقرير الأزمات الدولية، حيث قال التقرير“هذه القوات المتحالفة تمهد لهجوم مشترك بين الحوثيين والإصلاح على عدن” وإن الإصلاح “حزب متحالف مع حكومة هادي يقاتل على طرفين متعارضين من الحرب الأهلية الحالية” مع العلم إن اللواء عيدروس الزبيدي كان قد صرح من يافع على قناة أبو ظبي قبل أيام قليله إن تحالف خفي بين الإخوان والحوثي سيظهر للعلن.
بعد هذه الشهادة التي تعكس الواقع بتفاصيلة وبصورته الجلية والحقيقة الناصعة والمشرقة يخلص التقرير الى القول بأن هجوم مليشيا الحوثي والإخوان تعتبر جزء من مؤامرة لزعزعة أمن وإستقرار الجنوب ومحاولة تقويض سلطات المجلس الإنتقالي الجنوبي، مطالباً في ختام التقرير المبعوث الأممي غريفيثس بحكم اتصالاته المباشرة مع الحوثيين والإمارات ومثلما فعل جولات مكوكية في حرب الحديدة عليه أن يفعل بالمثل ويوقف القتال الدائر في الضالع وإحتواء الأطراف والقضية المستعصية والمتمثلة في استقلال الجنوب وحلها من خلال المفاوضات والجلوس على طاولة مستديرة.
هذا القليل من الكثيرمن الحقائق المغيبة عن العالم والغيض من فيض ظهرت في تقرير مجموعة الأزمات الدولية وهي منظمة دولية معتبرة غير حكومية ومركز بحثي عالمي عمله ينحصر حول المجال السياسي لتقييم الأزمات بكل حياد حول العالم، لذلك كل ماجاء في التقرير نعتبره شهادة دولية وإعتراف من الغرب بحقيقة وجوهر الصراع  في اليمن والمتمثل بالقضية الجنوبية وتحالف القوى الشمالية بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية ضد الجنوب وشعبة، وأن المجلس الإنتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية التي تتبعه طرف وطني قوي لا يمكن تجاوزه ويمثل قضية شعب يدافع ويذود عن شعب وحدود دولة.

وبعد هذه الشهادة التي تسجل انتصاراً سياسياً وعسكرياً لصالح الجنوب، يتبين لكل عاقل يفطن في السياسة إن محاولات القفز على الواقع والفبركة والتدليس على الناس لن تؤتى ثماره، ولن تفلح في إحراز أي تقدم أو نجاح مهما طال الأمد ومهما كانت مهارة المطابخ وحجم الماكنة الإعلامية، نصيحتي إلى هؤلاء كل ما كان يتعارض مع مطالب وإرادة الشعب محكوم علية بالفشل وأن استمرار الحوثة والإخوان في التفكير بالحلول العسكرية للقضية الجنوبية ستكون ننتائجها صورة مشوهه على النحو الذي أظهرته تقرير مجموعة الأزمات الدولية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل