- فتاة عشرينية تفارق الحياة بعد يومين من دهسها بسيارة في عدن
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 13 سبتمبر
- جويس مسويا : الأمم المتحدة قلصت أنشطتها في اليمن بعد اعتقال الحوثي لموظفيها
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- البحسني يبحث مع السفيرة الفرنسية تطورات الأوضاع الوطنية والإقليمية
- القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يطّلع على سير عمل وزارة النقل وخططها ومشاريعها التطويرية
- بحضور الحالمي.. القيادة المحلية لانتقالي الحوطة تعقد إجتماعها الفصلي الثاني من العام الجاري
- الإرهاب صناعة الإخوان والحوثي.. تخادم يهدد الجنوب والمنطقة
- العميد المشوشي يكرم الدكتور الكميتي لجهوده البارزة في علاج جرحى اللواء الأول دعم وإسناد
- الكثيري يكرّم الملازم هاني العبدلي لحصوله على المرتبة الأولى في العلوم العسكرية بدولة الإمارات العربية المتحدة
الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00
للأسف الشديد أن قصص الأطباء الإنسانية هذه بين المستشفيات العامة وعياداتهم الخاصة.. إنها ليست حقيقية، كنا نتمنى أن تكون حقيقية ولها نشاهد ولو محطات بسيطة من تواجد الأطباء المتخصصين الذين يملكون مستشفيات وعيادات خاصة أو العاملين فيها، لكننا لم نرَ لها أي أثر على الواقع بتاتا، من هذا الحديث يستثنى الأطباء الموظفون العاملون في المستشفيات والعيادات العامة الحكومية الذين لا يملكون مستشفيات أو عيادات خاصة أو حتى أسهم منها ولا يعملون فيها، الأطباء الملاك المتخصصون والمشتغلون معهم هم فقط الذين نقصدهم، لكونهم في نفس الوقت هم موظفون في مكتب الصحة العامة وموزعين كأطباء متخصصين على المستشفيات العامة الموجودة في محافظاتهم أو مدنهم، ومنها يستلمون رواتبهم بانتظام ودون نقصان.
كما أسلفنا أنها غير حقيقية، إذن هي قصه خيالية فقط، أشبه بالأحلام والأمنيات، تتواجد في عقول ووجدان العامة والمرضى خاصة، و كثيرا ما تراود الفقراء والمعدمين الذين لا يقدرون على دفع مصاريف علاج أمراضهم ولوازمها في المستشفيات والعيادات الخاصة، ومع هذا يبقى الأمل ويبقى التفاؤل في تحقيق تلك الأمنيات وتلك الأحلام لهذه الملحمة الإنسانية العظيمة، التي لا يسطر روعتها غير الأطباء المتخصصين الملاك، فتنتقل من حلم في رؤوس المحتاجين والفقراء والمعدمين إلى واقع حياتهم الصحية، فهل يفعلها أولئك الأطباء وتكون ملحمة بطولية حقيقية مجسدة على الواقع؟ هل يفعلونها ويكونون متزنين موفقين في ممارسة أعمالهم الخاصة وأداء واجبهم الوظيفي العام ، حينا في المستشفيات العامة وحينا في عياداتهم الخاصة؟.
ياليتهم يسطرونها حتى يعفونا من طول المدح والترحم على الأطباء الذين يأتون إلينا من دول الخارج ليقدموا لنا خدماتهم وبالمجان من غير المسلمين، ياليتهم يفعلونها حتى نقدر نترك الندم والتحسر والبكاء على منظمة طبية دولية بسبب مغادرتها منطقتنا نهائيا، تاركة فينا خوف إلى أين نسوق مرضانا بعد رحيلها؟.
لتكون هذه الطبية الإنسانية حقيقة وخدماتها تصل إلى كل مواطن، فهي لا تحتاج إلى معجزات من الإمكانيات والقدرات، فقط تحتاج إلى تفعيل بعض المشاعر الإنسانية، من الحب والرحمة والشفقة والمروءة والعطف والإيمان والصدق والنزاهة والأمانة والوطنية، وكذلك إلى تفعيل بعض بنود النظام والقانون كالضبط والمتابعة والاشراف والإنذار والتخطيط والتنظيم والتوجيه وغيرها..
جميعنا قد اشتكى من ذلك السوء والإهمال وذلك التسيب في المستشفيات العامة وعدم تواجد الأطباء المتخصصين بسبب تغيبهم الدائم، إلى درجة تجعل المريض والمواطن في حالة يأس من أن تقدم لهم خدمات طبية أفضل يوما ما، مما يجعل المريض أو ذويه مضطرا للذهاب إلى المستشفيات والعيادات الخاصة، وأكثرنا يعرف كم هي المعاناة النفسية والمالية، وكم هو الاستغلال، وكم هو التردد، وكم هي القسوة في المراكز الطبية الخاصة.
الشيء العجيب والغريب والمخجل أن كل أولئك الأطباء المتخصصين موظفون في مستشفيات عامة، إلا أنهم حاضرون دائما وباستمرار في مراكزهم الطبية الخاصة، وغائبون دائما وباستمرار من المستشفيات العامة!.
لذلك والحمد لله أن مباني المستشفيات العامة موجودة ومتسعة وكادرها الطبي المتخصص أيضا محسوب موظف فيها، نتمنى أن يكون هناك تقسيم وقت بشكل منظم في أهمية الحضور والتواجد للأطباء بين المستشفيات العامة وبين مراكزهم الخاصة، من خلال تفعيل المشاعر الإنسانية فيهم، وتفعيل بنود النظام، التي إذا التمست على الواقع حقيقة فإنها فعلاً ستكون ملحمة طبية إنسانية عظيمة.