آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
نجيب يابلي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كل شيء في هذه الدنيا أمانة وهذه الأمانة تختزل في ركنين : العبادات والمعاملات وأرى الخلق يزايدون في ركنٍ ويقصرون في  الركن الآخر...يخطئ الإنسان وقد يكون هذا الخطأ في حقٍّ من حقوق الله ؛ ولذلك نجده سبحانه وتعالى غفورًا رحيمًا وسبحانه الذي خاطب عبده موسى عليه السلام : (( يا موسى استغاث بك فرعون أربعين مرّةً ولم تغثه وعزتي وجلالي لو أنّ فرعون استغاث بي مرةً واحدةً ؛ لأغثته وكلّ ابنّ آدم )) . وكما قال نبينا محمد – صلّى الله عليه وسلّم ـــ كلّ ابن آدم خطاء , وغير الخطائين الّتوابون .

في مشوارٍ عمريّ الطويل رصدت وعايشت بشرًا من مختلف المؤسسات : البيت ، المدرسة ، المستشفى ، المجالس ومجلس القات وفي كلّ مؤسسة من تلك المؤسسات رأيت خلقــًا يؤدّون فريضة الصّلاة وآخرين لا يؤدونها إلا أنّ ماهالني أنّ الذين يؤدونها والذين لايؤدونها متساوون في سوء الخلق ــ إلّا من رحم الله ــ .

كلنا خطاؤون...فقد أقذف شخصًا بكلمات نابية جرّاء انفعالي ومن حقّ المقذوف أن يطالب بردع القاذف وهو حقّ شرعيّ ؛ فيتدخل المسؤول بحسن نية امنحوني بعض الوقت لإقناع فلان بأن يحث العزيز عليه (القاذف)  بالاعتذار والعذر عند خيار الناس مقبول ولكن أن تأخذك العزّة بالإثم وجب ردعك ؛ لأنّ الخلق متساوون في الحقوق والواجبات ولا فضل لعربيّ على أعجميّ ولا لأبيضٍ على أسود إلاّ بالتقوى.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها ؛ فقال : لا خير فيها ... هي في "النـّار" صدق رسول الله الأمين.

أمّا تقوى الله ؛ فإذا اتقيته تكون قد أفلحت , وإن لم تتقه تكون قد أفلست وأحرص أيّها المسلم , ويأيتها المسلمة ... أيّها الملتحي ويأيتها المنقبة الدين النصيحة...الدين المعاملة...اتقِي الله في لسانكِ وعملكِ...اتقي الله في مشاعر الناس وحقوقهم لأنّ من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ولذلك إذا جاءكم الموت تجد من اتقى الله في نفسه وفي عباده يموت مبتسمًا مطمئنــًا وقد قال سبحانه: {يأيّتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة وادخلي في عبادي وادخلي جنتي }.

أيّها المسلم...المسلمة إن اخطأتم وإن قذفتم آخرين بكلامٍ لا يليق فقدم اعتذارك وما بدر منك من تصرفات وثق بأنّ العذر مقبول عند خيار الناس والكلّ سيقف أمام من أبى قبول الاعتذار.

أيّها المسلم... أيّتها المسلمة النـّواة الأولى والجوهريّة في المجتمع هي الأسرة...هي الأب...وهي الأمّ ؛ فإن صلحا ؛ صلحت الأسرة , وإن فسدا ؛ فعلى الأرض والسلام  والسلام فقام .

إنها أمانة أردت أن أوصلها للجميع ؛ فاشهد يا رب العالمين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل