آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:22:23:25
تمنيات العام الميلادي الجديد 2019
عبدالعزيز الدويلة

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

لعل أولى أولويات تمنيات المواطن البسيط في العام الميلادي الجديد هو تطلعه إلى إنهاء الحرب العبثية وأن يسود السلام في ربوع البلاد وهو الأمر الذي يجسد إنهاء حالة المعاناة للمواطن والتي استمرت قرابة الأربع سنوات، فكفانا حروب وويلات لا تخدم أحدا. وقد استبشر المواطن خيرا من استئناف المشاورات والمفاوضات على يد المبعوث الأممي مارتن جريفيتس في السويد وإن كانت بداية غير مشجعة ولم تكن في مستوى الطموح لأنها أهملت كثير من الأمور والقضايا الهامة، لذلك من حق المواطن أن يحلم بأن يكون عام 2019 عام خير بوقف كل العمليات  العسكرية وهذا يتطلب أن تعي جماعة أنصار الله الحوثية الانقلابية بأن ما تفعله من فوضى ودمار لا  يحقق لهم أي مكسب وكل ما فعلوه هو إلحاق الضرر بالمواطن والبلاد والعباد.

كما يتوق المواطن إلى إنهاء المظاهر المسلحة في الأسواق والشوارع والاغتيالات والقتل المتعمد والجرائم الجنائية والإسراع في محاكمة أي شخص متهم بتهم الإرهاب والجريمة المنظمة وبيع السلاح.

أما الأمنية الأكثر أهمية وارتباطا بحياة الناس هي الرغبة في أن يحدث تحسينا ملحوظا في معيشة المواطن وهي مسألة عاجلة تتطلب من الدولة والحكومة العمل على تثبيت مركزية الدولة ورفع قدرتها على توريد الإيرادات المالية للبنك المركزي واستمرار تعزيز العملة المحلية مقابل العملة الصعبة ورفع قدرات وكفاءة بعض المنشآت مثل ميناء عدن وتنمية المنطقة الحرة واستئناف تصدير النفط من ميناء بلحاف وتوريد الإيرادات النفطية لنفط مأرب إلى البنك المركزي، كما يتطلع المواطن إلى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والمحاسبة الفورية واستئناف عمل المحاكم بصورة طبيعية وتقليص الفساد الإداري والمالي والحرص على المال العام واستكمال صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين، ناهيك عن أهمية وضرورة الالتزام بالتدوير الوظيفي ولا ننسى حسم مديونية المواطن للكهرباء المتعلقة بالفواتير المتراكمة لدى المواطن، وكل هذه أمنيات ليست بالصعبة إذا ما توفرت الإرادة للحكومة الجديدة.

يبقى أخيرا أمنية الأمنيات وهي أمل كل مواطن جنوبي الا وهي فك ارتباط الجنوب عن هيمنة الشمال وإعادة بناء الدولة الجنوبية على أسس العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية وهذا يتطلب التفاف كل الجنوبيين حول قضيتهم العادلة التي باتت بوادرها ظاهرة في الأفق وهي دعوة المجلس الانتقالي بإجراء حوار جنوبي جنوبي لقطع الطريق أمام أعداء الجنوب والذين يراهنون على تمزيق الكيان الجنوبي وزرع الفتن بينها. وكما رأينا العام الماضي بعض الرموز والقيادات الدولية والتي صرحت علنا بأنه لا حل للصراع في اليمن إلا باستقلال الجنوب وتقرير مصيره، وعليه على السعودية وبقية دول التحالف أن تحذو حذو القناعات والمؤشرات الدولية بالاعتراف بقضية الجنوب العادلة ووضع إستراتيجية جديدة وواضحة تدعم حق تقرير المصير للجنوبيين خاصة وأن الأطراف الشمالية التي اعتمدت عليها وضخت إليها أموال طائلة لم تتعامل بجدية في حربها مع الحوثيين الانقلابيين.

كما أن على الطرف الشمالي أن يستوعب كل هذه التناقضات والمستجدات في إجراء حوار شمالي جنوبي يضمن فك ارتباط  سلس بين الدولتين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص