آخر تحديث :السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة:10:20:46
خصوم الجنوب تعمل على تفكيك أيّ مسعىً لتوحيد الجنوبيّين
عبدالعزيز الدويلة

السبت 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

سنظلّ نكرّر على أهمّيّـــة توحيد الجبهة الجنوبيّة وكلّ أطيافها السياسية والاجتماعية ــ التي لابدّ أن يجمعها هدف واحد وهو فك الارتباط عن الشمال واستقلال الجنوب ــ وهذا الانجاز سيمثل نقلة نوعية في حل القضية الجنوبية وسيضع خصومها التي دائما ما تثرثر بأن الجنوبيين غير موحدين في زاوية ضيقة.

وأيضا ستحظى القضية الجنوبية باهتمام دولي واسع لأنّها تمثل شريحة واسعة من الجنوبيين ولن تسمح لمن يدعي أنّ هناك من باقٍ على الوحدة التي دفنت في حرب صيف 1994م؛حيث لن يكون هناك أيّ خيارٍ في أيّ مفاوضات سياسيّة إقصاء أو تهميش لهذا الكيان.

 

وللأسف الشّديد هناك من يعاند ويكابر ويسير ضدّ حقّ تقرير المصير للجنوبيّين وهو حقّ كفلته المواثيق الدّوليّة وهذه القوى تعمل جاهدة لتفكيك أي مسعى لتوحيد الجنوبيين، بل تسعى وهي مفضوحة إلى خلق فتن بين الجنوبيين لإشعال حرب جنوبيّة جنوبيّة وهذا الأمر خطير جدًا وفيه تحدٍّ للإرادة الجنوبيّة ولن تقع قوى الجنوب فيه لأنّ ذلك ضدّ التّيار الشّعبيّ والحراك الثّوريّ والمقاومة الجنوبيّة.

 

ومن ضمن التصعيد ضد القضية الجنوبية هو تعيين الدكتور/معين عبد الملك رئيسًا لمجلس الوزراء خلفًا للدكتور/أحمد عبيد بن دغر وهي أول سالفة ينتقل هذا المنصب من شخصية جنوبية إلى شخصيّة شماليّة منذ قيام الوحدة المشئومة والهدف أصبح واضحًا وهو إلى جانب إقصاء وتهميش الجنوبيّين من المشاركة في القرار السّياسيّ داخل الحكومة ستكون مهمّته توسيع دائرة العقاب الجماعيّ التي تشهده المناطق الجنوبيّة المحرّرة؛بل الدّخول في مواجهة مباشرة مع قوى المقاومة الجنوبية التي أصبحت تزعج وتربك أيّ حلّ سياسيّ يتجاهل مشاركة الجنوبيّين في تقرير مصيرهم.

 

وينبغي أن نشدّد على ضرورة بناء علاقات مع الدّول الكبرى؛مثل روسيا وبريطانيا وفرنسا؛وذلك بهدف شرح عدالة القضيّة الجنوبيّة وألاّ ينحصر ذلك فقط على دول التّحالف والدّول الإقليمية بل إنّ التوسع في المحافل الدولية سيمنح صورة واقعية وهي أنّ الوحدة لا تفرض بالقوّة وهناك قرارات أممية في مجلس الأمن تؤكّد هذا المبدأ وما زال اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية موجودًا في هذه المواثيق الدّولية حتى يومنا هذا.

 

لذلك لابدّ من مراجعة هذه الأمور بدقّة وحكمة وعقلانيّة وإثارتهما كلّ ما كان ذلك ممكنـًا؛حتّى لا يستمع هؤلاء لما تروّج له خصوم الجنوبيّين من مبررات غير واقعيّة تفرض واقعًا مقيتًا وأجواءً من الجدل العقيم.

 

وعلى كلّ حال نرى أنّ توحيد الجبهة الجنوبيّة هي المحور الأساسيّ في تثبيت الكيانات الجنوبيّة والعمل في تكثيف الجهود الوطنيّة التي تضمن عملية التوحد ورصّ الصّفوف وهو المطلوب في هذه المرحلة الحسّاسة والخطيرة التي تستدعي إلى نبذ روح المناطقيّة والخلافات المقيتة والابتعاد عن المتاجرة في القضيّة الجنوبيّة...وتلك هي المصيبة للأسف الشديد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص