آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
همس اليراع من جاء بسيرة القتال يا فخامة الرئيس
د. عيدروس النقيب

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كانت كلمة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة 14 أوكتوبر مخيبة لكل من تابعها وكل من انتظرها بشغف من اليمنيين في الشمال والجنوب على السواء. لن أتحدث عن نسيانه المناسبة التي تحدث في ذكراها وإهماله الحديث عن تضحيات شعب الجنوب ونضالاته الخالدة في سبيل الحرية والسيادة والحياة الكريمة، ولا عن تجاهله ما أنتجته ثورة 14 أوكتوبر من منجزات ولا عن تجنبه الحديث عن الخيبات التي تعرضت لها القوات المفروض انها تؤيده من هزائم منكره على أيدي الانقلابيين، لكنني فقط أشير إلى ما كان يتوقعه الناس من رئيس جمهورية شرعي بلغت البلاد في عهده من الهوان والانهيار وهبوط قيمة الإنسان أسوأ الدرجات من المجاعة والفقر والفساد والحروب المدمرة والتشرد والنزوح والإهانات المتكررة في كل مطارات ومنافذ العالم، لكل من يحمل الجواز اليمني بسبب فشل البلاد وبلوغها ما دون المستوى الأسفل من الهوان. أعرف أن هناك من سيقول أن الأمر في كل هذا ليس بيد فخامته، لكن موقعه كرئيس شرعي يقتضي منه أن يصارح الناس بقضايا تتعلق بحقوقهم وحيواتهم أهمها: • ما السبب في المجاعة التي صارت تهدد 80% من اليمنيين ومنهم الكثير من أبناء المناطق التي تقع تحت سيطرة قواته؟ • لماذا انهارت قيمة الريال أمام العملات الأجنبية إلى أقل من الثلث بينما ارتفعت الأسعار بنسبة 300 و 400 % لأهم المواد الغذائية الضرورية للحياة؟ • أين تذهب حقوق الموظفين الحكوميين الذين لم يتقاضوها منذ أشهر؟ • لماذا لم تعالج حكومة فخامتكم ملفات تعتبر معالجتها من بديهيات عمل أي حكومة مهما كانت الظروف، وأقصد هنا ملفات مثل خدمات الكهرباء، والمياه والوقود والصرف الصحي ونظافة البيئة وما في حكمها؟ • ماذا أنجزت حكومتكم التي تتضخم بعشرات الوزراء ومئات النواب والوكلاء الذين لا يحملون أي عبء سوى التوقيع على مرتباتهم ومخصصات وزاراتهم من عشرات ومئات الآلاف من الدولارات؟ كان الناس يتوقعون من رئيس الجمهورية أن يعلن حملة مساءلة ومحاسبة للفاسدين والفاشلين في حكومته، وليس التهديد من قبيل: لن أسمح! لن أسمح! دون أن يقول لنا ما المعالجات التي يجيب بها على سخط الساخطين وعضب الجوعى وضحايا الأوبئة البلاغ عددهم ملايين. يقول فخامته أنه لن يسمح باقتتال الجنوبيين فيما بينهم! وهذه العبارة يمكن فهمها على عدة أنحاء. فأولا: لم يتحدث أحد عن حرب جنوبية جنوبية، سوى المواقع الإعلامية لأنصار فخامته وحلفائه ومستشاريه، وهي أمنية يكررونها منذ زمن الحديث عن الحرب "من الطاقة للطاقة" التي لم تكن سوى تمنيات لصاحبها أفشلها الجنوبيون وأكدوا خيبة صاحبها. وثانياً: من الذي يهدد بالحرب غير أساطين حكومته، وطالما يذكرنا فخامته بأقواله وأحاديثه التي لا يتذكرها أصحابه نذكر فخامته أن ما جرى في يناير الماضي كان مجرد مسيرة سلمية خرج فيها الجنوبيون للمطالبة بإقالة الحكومة التي أذاقتهم الأمرين وما تزال، بينما يصر فخامته على إستبقائها رغما عن إرادة الشعب وكانت حكومته هي من هددت بقتل من يطالب بإقالتها وفعلا نفذت الحكومة تهديداتها وقتلت أكثر من ثلاثين شهيدا، فهل يقصد أنه هذه المرة سيمنع الحكومة من الاعتداء على المواطنين الذين يطالبون بإقالتها وتقديمها للقضاء؟ وثالثا: وهذه ثالثة الأثافي، يقول فخامته أن من يطالبون بانفصال الجنوب هم عملاء آيران، وفي هذا استخفاف ليس فقط بعقول مستمعيه ومشاهديه بل وبمكانته كرئيس جمهورية ومثقف سياسي يفترض أنه يراعي في حديثه أبجديات المنطق الشكلي، فإذا كان عملاء إيران هم من هزم المشروع الإيراني في مناطق الجنوب ودحروا المد الإيراني من أرضهم، فأتمنى منه أن ينصح أنصاره والمحيطين به من السياسيين والعسكريين أن يكونوا عملاء لإيران (مثل الجنوبيين) علهم يتحركون من فرضة نهم غربا ولو كيلو مترا واحداً. يا فخامة الرئيس احترم عقولنا إذا كنت لا تحرص على انسجام منطقك اللغوي والذهني، وقل لنا كيف يمكن لعملاء إيران أن يهزموا إيران ويدحروا عملاءها الحقيقيين من كل أراضي الجنوب؟ المزاح لا يمكن أن يمارسه شخص بمقام رئيس جمهورية، و"السفاط" (كما يقول أهلنا في عدن) لا يليق بشخص يفترض أنه رئيسٌ للكل أخيارا وأشرارا، لكن اتهام من أعادوك إلى عاصمة البلد وسلموك بلادهم مجانا بالعمالة لإيران يجعل شرعيتك ومن معك محل تساؤل وتعجب واستفهام. قضية الجنوب لم تصنعها إيران، ولا دول التحالف العربي التي يفترض أن نتوجه لها بالثناء والتقدير ومساعدتها في معالجة الأخطاء التي قد تتعرض لها عملياتها (إن وجدت) بدلا من اتهامها وشتمها وترويج الأراجيف ضدها إرضاء لقوى حزبية معروفة بأجنداتها الباطنية غير المعلنة حتى لشخصكم ومقامكم الرفيع يا فخامة الرئيس. والله من وراء القصد. د. عيدروس نصر ----------------------- * من صفحة الكاتب على فيس بوك

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل