آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:14:27:11
المفارقة التاريخية واضحة بين شعبيّ الشمال والجنوب
د . خالد القاسمي

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

منذ الإعلان عن الوحدة في 22 مايو 1990م؛ كان لي وجهة نظر في نقطتين النقطة الأولى : الوحدة الاندماجية السريعة والفورية ؛ فكان لا بدّ أن تكون هناك فترة انتقاليّة لمدة 5 سنوات على الأقل تبدأ بـ اتّحاد فيدراليّ بين الدولتين ,وإذا نجح يتمّ الانتقال للوحدة الاندماجية ،أمّا إذا فشل ؛فتعود الدولتان إلى سابق عهدهما قبل 22 مايو 1990م.

أمّا النّقطة الكارثيّة الثّانية ؛ فـ هي تحويل الجيش الجنوبي العالي التدريب,والقدرة القتالية العالية الذي هزم الجيش الشمالي في 1972 و 1979م. إلى المحافظات الشمالية ؛ لتتمّ إبادته هناك في الحرب الأهلية 1994م...كان من المفروض أن تكون النظرة لدى قادة الجنوب أكبر وأشمل من ذلك .

العاطفة وحدها ليست سببًا ؛ لتسليم بلد بكل مقوماته ومقدراته العسكرية والاقتصادية لقيادات شمالية كانت تخطط للاستيلاء على الجنوب, وإقصاء شعبه من أرضه وكل ثرواته ومقدراته الاقتصادية,وكان من المفروض دراسة التجارب العربية التي فشلت؛ليكون هناك خطّـة عودة للتراجع في الوقت واللحظة المناسبة , وكوني باحثًـًا درست تاريخ اليمن شمالاً,وجنوبًا وتجربة الوحدة واللجان المشتركة بين البلدين من 1972م. وحتى قبل الوحدة في 1990م. كنت أشعر بهذا ولكن كنّا دائمًا ــ ولا زلنا ــ نؤمن بـ إرادة الشعوب في تقرير مصيرها.

وإذا ما رجعنا للتاريخ؛لوجدنا بونًا شاسعًا بين تكوين الشخصية الشمالية,والشخصيّة الجنوبيّة؛فقد ظلّ الشمال تحت حكم الأئمة 364عامًا ؛منذ دولة الإمامة الزيدية الجاروديّة التي أسسها الإمام/ القاسم بن محمد عام 1898م.وكانت عاصمتها صعدة وسميت بالدولة القاسمية , حتى دولة الأئمة الثانية في عهد الإمام /يحي حميد الدين عام 1948م. حتى ثورة سبتمبر 1962م.

أمّا الجنوب ؛ فــ قد ظلّ تحت الحكم البريطاني 129 عامًا؛ فقد أحتلت بريطانيا عدن يوم 19 يناير 1839م. حتى قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة عام 1963م. وما أريد الوصول إليه أنّ الجنوب ورث إدارة ونظامًا من المستعمر البريطانيّ ،في حين ورث الشمال الصراع القبلي والغدر والخيانة والذل والاستكانة من دويلات الأئمة المتعاقبة .

أمّا الغدر والخيانة ؛ فهو واضح وجليّ في خيانة الشماليين للتحالف العربي , وتحالف أخونجية اليمن مع ميليشيات الحوثي الإيرانية ، أما الذل والإستكانة ؛ فهو رضوخ الشمال لميليشيات الحوثي التي تريد أن تعيدهم من جديد لعهد الجارودية الزيدية الشيعية التي حكمتهم في عام 1898م. في عهد الإمام/القاسم بن محمد  ؛ فـ شتّان بين شعب من قاوم الاستعمار البريطاني ,وطرد من أرضه أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس في 30 نوفمبر 1967 م.  وأباد ميليشيات الحوثي الإيرانية,و أنهى حكم باب اليمن في 22 يوليو 2015م.كان من المفروض لقادة الجنوب العودة لهذا الميراث الحضاري العظيم لشعب الجنوب الذي هو مصدر فخر لكل جنوبي وعربي قبل الدخول في وحدة مصيرية وبون شاسع بين شعبين متناقضين في الكفاح وقضايا التحرر والاستقلال.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص