آخر تحديث :الخميس 26 سبتمبر 2024 - الساعة:23:45:32
إضراب المعلمين أمام تحديات صعبة
عبدالعزيز الدويلة

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

اختلفت التوجهات في التعبير على شكل الاحتجاج أو الإضراب من مديرية إلى أخرى ، وكذا من مدرسة إلى أخرى ، ولكنها تتفق من حيث الجوهر في مضمون المطالب وأهدافها وواقعيتها ، ولذلك لابد من توحيد صيغة التصعيد ، فنحن لا نريد كل شخص أو جهة تعزف سيمفونية نشاز عن أهداف ومبادئ البيان النقابي للمعلمين الجنوبيين الأمر الذي يحتم على بعض مدراء المدارس الالتزام وعدم التخاذل واتخاذ موقف سلبي من الإضراب ، وعليهم أن يدركوا أن الإضراب يصب في مصلحة الجميع ، وأن قبول سياسة التجويع والتردد والخوف سيضر كل من ينتمي إلى قطاع التربية والتعليم.

 

غير أن المهم في الأمر هو أن وزير التربية والتعليم وخاصة بعد فشل مفاوضات النقابة معه ليس بيده أي صلاحية أو قرار ؛ بل ولا يملك القوة المالية التي تمكنه للصرف والالتزام بتعهداته ، وهنا لابد من التوجه إلى القيادة السياسية والحكومة الشرعية للتفاوض معها لتنفيذ المطالب المشروعة والمعروفة للمعلم والتي تم الاتفاق عليها مع الوزير في العام الماضي.

 

في نفس الوقت لابد من الإعلان للإضراب الشامل والمفتوح ، وعلى جميع المعلمين الالتزام الصارم وتوحيد صفوفهم لأنها الفرصة الأخيرة في حسم تلبية المطالب الحقوقية المالية ، وأن أي تمييع للإضراب سيكون له تداعيات وخيمة على المدرسين قبل غيرهم وسيعطي للحكومة الشرعية فرصة جديدة للمناورة والتسويف والمماطلة لأي إجراء من شأنه تحقيق مطالب المعلمين.

 

إن أمام السلطة والقيادة الشرعية فرصة تاريخية في معالجة معاناة المعلمين وذلك بهدف رفع سقف الزيادة إلى مستوى لا يقل عن 200% من الراتب الكامل ، وهذا أبسط حل للوضع الراهن ويتناسب مع حجم سقوط العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

ليس من مصلحة الحكومة الشرعية أن تدخل الأوضاع التربوية والتعليمية في المحافظات المحررة في نفق مظلم من خلال تنفيذ الإضراب والاعتصام والتي ستشكل اضطرابات وعدم استقرار ، خصوصا وأن العام الدراسي الجديد 2018-2019م قد بدأ فعلًا وسيكون لتعطيل الدراسة فيها نتائج سلبية في الحياة العامة في الوقت التي تسعى الشرعية إلى إظهار الوضع في المحافظات الجنوبية المحررة على أنه مثالي وعلى ما يرام ؛ لكن ينبغي أن تكون الحكومة الشرعية على مستوى المسؤولية وتتفهم المطالب العادلة للمعلمين.

 

وفي الأخير ينبغي على مدراء المدارس ومدراء التربية بالمديريات أن لا تخذل المعلمين لأنهم يعتبرون جزءًا من العملية التربوية والتعليمية وسوف تتحسن أوضاعهم أسوة بالآخرين ، والمعلمون اليوم أمامهم تحديات صعبة فإما أن ينتزعوا حقوقهم كاملة ويتوحدوا مع نقابتهم وينجحوا بالإضراب أو أن تضيع كل هذه المكاسب ويتحملون ما ينتج عن أي انتكاسة فهذه هي فرصتهم والتي لن تتكرر.     

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص