آخر تحديث :الاربعاء 15 مايو 2024 - الساعة:02:37:00
آخر الأخبار
الحرب مزقت الفرحة واجلت الزفّة
عادل حمران

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

صديقي البدوي حيدرة ناصر السقاف  عد الأيام و الليالي جهز كل متطلبات الزفاف طلب مني عدة مرات زيارة غرفته وعدته بأنني سوف أزورها بأقرب فرصة  لكنني لم افعل بسبب انشغالي ، اخبرني بموعد الزفّة وقاعة الزفاف وتفاصيل الحفل وأخبرته بأنني سعيدا لإجله ومنتظر الزفاف بكل جوارحي .


كنت سعيدا لإجله خرجنا لتناول وجبة الغداء في مطعم " بلدي " بكريتر شبعنا من الجوع لكننا لم نشبع من الضحك تذكرنا ايام الدراسة وذكريات الطفولة تذكرنا المعلا وايامنا الجميلة فيها ، شرحت له عن الزفاف ومنحته معلومات قد تساعده في المعارك العاطفية التي سيخوضها كان يضحك بشراهة وكانت ابتسامته نقية كـ قلبه .


في الواتس ضَل صديقي يعد الأيام دون حرج وفي كل يوم يكتب بحالته باقي 6 ايام و نزل حتى اقترب كثيرا من يومه الذي خطط له وكان اخوه الأصغر عصام جاهز ايضا فالزفاف شملهما جميعا في يوم واحد وكانت أسرتهما الكريمة تبذل كل جهدها من اجل لملمة شتات الأشياء و المقاضي و متطلبات الزفاف .


نسى حيدرة الحرب وحاول أن يقنع ذاته بأننا في سلام وأننا امام ايام جميلة ويجب أن نعيشها بعيدا عن اعتصامات الناس ودخان الاطارات في الشوارع ، وكنا ندعوا الله بكل وقت بأن يحفظ عدن من جنون الساسة ونبتهل اليه بأن يديم لـ عدن أمنها و سلامها .


مالم نتوقعه بأن يأتي الوجع من الحديدة هذه المرة حيث اخبرني عاصم ( أخو حيدرة ) بأن ابن عمهم البطل ( صدام السيد  ) سقط شهيدا في معارك الساحل الغربي بالحديدة وأن جماعة الحوثي أخذت جثمانه وعدد من زملائه ، فجع حيدرة و أسرته بالخبر وتمزقت فرحة الاسرة في غضون لحظات قليلة تحول كل شيء عكس ما تم التخطيط له وانكسرت فرحت صديقي وابتسامته .

 

عجزت عن الاتصال او التواصل فموعد الزفاف لم يبقى له إلا ثلاثة ايام ، راسلني حيدرة وأخبرني بأن الزفّة تأجلت اتصلت عليه فوجدت الحرب قد اكلت فرحته وبعثرت مشاعره ، وجدته مكسور الخاطر غير قادر على لملمة الكلمات كان محتسب ويحمد الله على كل حال لكنني شعرت به وبوجعه فكم هي موجعة الافراح حين تتحول إلى احزان قبح الله الحرب يا صديقي فقد سلبتنا الأحبة ودمرت الوطن ومزقت أفراحك وافراحي ايضا .


سيتزوج حيدرة و عصام بطريقة صامته  و مكسورة سيحاولون نسيان كل شيء لكنهم لن ينسون الحرب التي مزقت سعادتهم وفرحتهم ، حالهم اليوم لا يختلف عن حال الوطن السعيد الذي لا يملك من السعادة سوى اسمه وطن ممزق و ضعيف تعبث فيه دول العالم كلها يدافعون عن احلامهم و اوطانهم على حساب حياتنا و أفراحنا ايضا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص