آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:11:16:35
التحالف يهرول إلى هزيمة نفسه بنفسه
عادل العبيدي

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أن السياسة الغير عادلة ،  التي ينتهجها التحالف العربي ، مع  القوى الشمالية السياسية والعسكرية الداعم لها دعما قويا ،  المعتقد فيها خيرا لمصالحه ولصالح حربه في اليمن ،  ومع  القوى السياسية والعسكرية الجنوبية ، المتجاهل قضيتها ، رغم  استطاعتها أن تحقق له نصرا عظيما على الأرض ، التي مازالت مع التحالف على عهدها وفية وشجاعة ومخلصة ، أن ذلك التفريق في المعاملة والدعم  لن يفيده في شيء،  ولن يزيده غير هرولة إلى هزيمة نفسه بنفسه ، وسيكون (الوهم ) ، هو الذي سيحصده التحالف ، إذا أعتقد أنه بسياسته تلك سيكسب ود وتحالف العدو ،القوى الشمالية _  وسيبقى الصديق  على صداقته محتفظا بها ،القوى الجنوبية _  حتى أن أهمل وهمش ، وعدم  الأعتراف بحقوقه المشروعة ، كونه قد هو في اليد  ،  لا ، لن يكون للتحالف الخليجي ذلك المراد ، وأنما له ستزداد عداوة العدو ، وسيفقد بقاء الصديق صديقا .
على دول التحالف أن تعي أنها لن تنال من جميع القوى السياسية والعسكرية الشمالية ، غير الخدع والمكر والأبتزاز ، مهما حاولوا معهم ، ولن يكونون في متناول يدهم ، وفيهم لن يستطيع التحالف  تحقيق أي مصلحة له على الأراضي الشمالية ، لا سياسية ولا عسكرية ، ولو كانت على بساطتها ، لإن جميع قوى الشمال ، مجتمعة أو متفرقة ، لا ترى في التحالف غير عدو ، و أفعالهم على الأرض هي الشاهدة عليهم ، حتى وأن كان بين الحين والآخر تظاهرهم أنهم مع التحالف ومع مصالحه ، أنما يكون ذلك إلا من أجل أبتزاز التحالف سياسيا وعسكريا وتوجيهه ضد الجنوبيين لأجل أفشال المشروع النضالي الجنوبي ، المطالب في إستعادة الدولة  الجنوبية .
واقع لا يبشر بخير ، ذلك الذي يحاول الإخوان فرضه  على الجنوب ، لتمكين أنفسهم من السيطرة عليه ، تحت نظر ودراية خليجية ، وما تهجيرهم للسلفيين من تعز إلى عدن ، إلا دليل رغبتهم تجميد جبهة تعز ، التي كان السلفيون يشعلونها ضد الميليشيات الحوثية ، وبذلك تكون جميع جبهات الشمال مجمدة ، وبما أن الإصلاح هو  فصيل من  تنظيم الإخوان العالمي ، إذا المخطط الذي يحاول الإصلاح تنفيذه في اليمن ، هو مخطط تركيا وقطر وإيران ، إذا الأستهداف ليس الجنوب فقط ، الأستهداف هو دول الخليج نفسها ، وأنما يكون الجنوب أولا في السيطرة عليه  ، لكونه الموقع المناسب  الذي منه يكون الأستهداف العسكري على  دول الخليج العربي .
الذي لايصدق ، هو ذلك  السكوت الخليجي ، وتخاذلهم في عدم اجماعهم على إتخاذ موقف جدي صارم ، ضد مخططات الإخوان الخطيرة عليهم وعلى الشريك الجنوبي ، وكأنهم لا يدركون أنهم وبسكوتهم على أعمال الإخوان التآمرية يهرولون أو يقودون أنفسهم إلى هزيمة أنفسهم بأنفسهم .
إذا وحتى تعود كل قوى الشمال (المؤتمر والإصلاح والحوثي)  إلى رشدها ، وتبتعد نهائيا عن شرها وأذيتها للجنوب ولدول الخليج ، و تخليهم عن مشاريعهم الطامعة في السيطرة والنهب و الأستحواذ ، لا يردعهم عن ذلك إلا إذا أحسوا بصفعة خليجية قوية على خدودهم تفوقهم مما هم فيه من أوهام وأحلام شريرة غير مشروعة ، صفعة تعيدهم إلى جادة الصواب ، هي صفعة الإعتراف الخليجي  بالحق الجنوبي في إستعادة دولتهم ، وإذا ما تحققت هذه الصفعة فأن أثرها على خدود تلك القوى الشمالية المتغطرسة لن يكون أثرا عدوانيا ، ولكنها لتصحيهم من وهمهم وتعرفهم كيف يسيرون في طريق الحق ، وفعلا هذه هي  الحقيقة  ، ولا يستطيع العالم أجمع أن ينكرها  ، فإلى قبل عام 1990م كان الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة ومازال العالم يذكرها .
مالم، و خاصة إذا استمرت  دول التحالف على  رضوخها للإخوان ، مهرولة إلى هزيمة نفسها بنفسها ، الجنوب سيستمر في ثورته ،وفي الدفاع عن نفسه ،  لكن ليس بذات التحالفات والشراكة الحالية .

   عادل العبيدي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص