آخر تحديث :الجمعة 09 اغسطس 2024 - الساعة:16:49:46
البرامكة الجدد .. هل آن للرئيس أن يطيح بهم؟!
جمال لقم

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

كان الخليفة العباسي هارون الرشيد من أوصل البرامكة إلى أعلى منازل الرتبة والرفعة والشرف والسلطة .. فقد سلمهم مفاصل الحكم والخلافة ، سلمهم الوزارة والجيش وبيت المال .. ولم يكن هؤلاء أهلاً لتلك الثقة التي مُنِحَت لهم ولا عند مستوى حسن ثقة وظن الخليفة. حيث استغلوا تلك السلطة الممنوحة لهم وعاثوا في الأرض فساداً ؛ حيث شيدوا القصور وتملكوا الأراضي وعينوا الأمراء الموالين لهم وفرضوا الضرائب والجبايات على الرعية وقبلوا الرشى ، وبمال الدولة اشتروا الذمم والولاءات لصالحهم وأشعلوا الفتن هنا وهناك حتى أن قصر الخليفة لم يسلم من ذلك فقد أشعلوا الفتنة بين الأمين والمأمون ابني الخليفة..

ضاقت الرعية ذرعاً بهؤلاء وزاد سخطهم وتذمرهم وكانوا يلومون الخليفة على ذلك.. أدرك الخليفة حال الرعية وما وصل إليه أمرهم وأن صبرهم عليه قد بلغ العنان .. وكان لزاماً عليه أن يتخذ القرار لكبح جماح وفساد البرامكة وأن ينحاز إلى رعيته فلا خيارات أخرى أمامه ، إما أن يطيح بهم ويلبي مطالب رعيته وشعبه ويدخل التاريخ ويسجل ذلك بأحرف من ذهب ، وإما أن ينحاز إلى الفساد والمفسدين ويرمى في مزابل التاريخ. وانحاز أخيرا إلى شعبه ورعيته وأطاح بالبرامكة في واقعة يسميها البعض بـ(نكبة البرامكة) والصحيح انها كانت ثورة ضد الفساد ..

 

فهل يعيد التاريخ نفسه؟! ..  فحال الرئيس هادي اليوم يشبه حال هارون الرشيد ، والذين حول هادي يشبهون حال البرامكة حول هارون ، يستغلون سلطتهم ليزدادوا ثراءً وتسلطاً.. يزدادون نعيماً والشعب يزداد فقراً..

 

فهل يفعلها الرئيس ويطيح بهؤلاء كما فعلها هارون الرشيد منذ آلاف السنين؟!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص