آخر تحديث :الجمعة 03 مايو 2024 - الساعة:01:08:19
حديث النازحين
جمال لقم

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

من المحزن والمخجل أن يتخذ البعض من قضية النازحين تجارة للتربح السياسي وسلاحاً يصوبه تجاه خصومه .. الأمر الذي يعد انحطاطا و انحلالا أخلاقيا وإنسانيا واستغلالا رخيصا وفي أبشع صوره لآدمية وكرامة النازحين..

 

ما ينشره مثل هؤلاء في الصحف والمواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي أن هناك مجاميع وفرقا أمنية تابعة للمجلس الانتقالي والحزام الأمني تمنع دخول نازحي الحديدة إلى المناطق والمحافظات الجنوبية وأنها تعمل على اضطهادهم وإذلالهم في مناطق الحدود. وشن هؤلاء حملة شرسة شعواء كان حاضرا فيها النيل من المجلس الانتقالي فقط ، وغاب عنها البعد والهدف الإنساني لقضية النازحين في حملتهم.

لسنا هنا بصدد الدفاع عن المجلس الانتقالي ولا عن ما ينشره هؤلاء ولكن من منطلق جنوبيتنا ، فنحن هنا للدفاع عن إنسانية المواطن الجنوبي وكرمه ونخوته ووازعه الديني ولا مجال للتفريط أو حتى الشك فيها.. قد يكن فعلا حدث مثلما ينشرون لكنني أجزم يقينا أنها حالات فردية قد تحدث هنا أو هناك ولا تتطلب مثل تلك الحملة الإعلامية العوجاء والهوجاء والتي لا تستهدف فقط النيل من المجلس الانتقالي والحزام الأمني كما يعتقد هؤلاء بل أنها تستهدف النيل من سمعة المواطن الجنوبي في المحافل العربية والخارجية.

لمثل هؤلاء كفاكم دجلاً وتسلقاً وارتزاقاً على حساب المواطن الجنوبي وسمعته ، وهيهات أن تنالوا منه ومن إنسانيته..

 

إن ثلثي السكان المتواجدون على الأرض الجنوبية هم من أبناء المحافظات الشمالية إما تجار كبار وإما من صغار الباعة كبائعي الخضار ومحلات الملابس والبقالات والمطاعم وعمال الحرف بأنواعها ويمارسون مهنهم دون أن يضايقهم أحد من الجنوبيين ، كما أنهم يقطنون هم وأسرهم مختلف أحياء وشوارع مدن الجنوب.. فكيف لكم أن تطعنون في كرم ونخوة الجنوبيين؟ وما دماء أبناءنا التي تسيل على أرض الحديدة في سبيل تحريرها وتحرير المواطن الحديدي من بطش المليشيات لأبلغ تعبير ودحض لزيفكم ودجلكم وإفك ما تروّجون له..

 

يا هؤلاء.. إنما أنتم فئة قليلة تفضل مصلحتها على مصلحة الوطن وأنتم وما تروّجون له إنما يستهدفون به كل طفل وشاب وامرأة وكهل في الجنوب ؛ لأن ما تروّجون له يطرح انطباعاً وفكرةً وأحكاماً مسبقة سلبية وسيئة من قبل المنظمات والشعوب الدولية على الجنوب وشعبه الذي يتطلع لمساندة ودعم تلك الشعوب لينال حقه في استعادة وطنه ودولته وموقعها وكرسيها لدى تلك المنظمات والشعوب..

 

 

تعلمون يا هؤلاء - وخذوا العبر مما مضى - فعندما تم تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك كان الهدف منه النيل من الأمريكيين ولكن لم يتم النيل منهم بقدر ما تم النيل من الشعوب العربية والمسلمة.

وأنتم كذلك تظنون أنكم تهدفون للنيل من المجلس الانتقالي والحزام الأمني ولكنكم بذلك تنالون من وطنكم وشعبكم .. أفٍّ لكم ما أغباكم وما أجهلكم!..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل