آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:11:16:35
نريد خير (هادي) يكون للجنوب
عادل العبيدي

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هذا هو  الذي يطمح إليه الانتقالي الجنوبي من الدعوة إلى تقارب (جنوبي - جنوبي) ، بينه وبين شرعية الرئيس هادي  ، وهو أن يلتفت هادي إلى الجنوبيين و يكون خيره للجنوب فيما يمثل إرادتهم ، ليزيل عنهم كل الشر الذي افتعله الإخوان في زيادة معاناة أبناء الجنوب ، وخاصة تلك المشاكل الحياتية التي أهلكت أبناء الحبيبة العاصمة الجنوبية عدن ، والتي انعكست على شخصية الرئيس هادي بسبب استغلال الإخوان لشرعيته  استغلالاً بشعاً حقيراً مضراً بكل ما هو جنوبي ،  ولهذا فإن الحرص من قبل الانتقالي قد كان شديداً في إيصال  الرسائل إلى الرئيس هادي، والعمل بكل جدية وصدق في سبيل إنجاح هذا التقارب الجنوبي ، المنطلق من شعور الانتقالي في كونه الكيان الجامع لشعب الجنوب وأغلب مكوناته النضالية السياسية ، الحامل على عاتقه المهام والمسؤوليات العظيمة ، التي إليها ينظر الشعب الجنوبي ، وإلى صنع انتصاراتها ينتظر بفارق الصبر.

لذلك فالانتقالي مثله مثل أي مواطن جنوبي يتطلع إلى هادي بعينين يملؤهما الأمل والأخوة الجنوبية ، إن هادي وخلال الثلاث السنوات الماضية من بعد طرد الحوثيين من عدن ، وخاصة من بعد زيارته لدولة الإمارات التي بعدها كان ترتيب عودته إلى عدن ، قد جعلته يفتح عينيه أكثر على أهمية التقارب بين شرعيته وبين الانتقالي الجنوبي ، والتي يجب أن  يكون صالحها فيما يتعلق بحق تقرير المصير للجنوب ، فمهما كان سكوت هادي على أفعال الإخوان وشطحاتهم  ، إلا أنه لا يمكن أن ينسى استحواذهم على شخصيته وعلى شرعيته ، وكيف كانوا يمارسون الخدع والكذب في الرفع من شأنه متى ما كانت مصلحتهم تأمرهم بذلك ، وكيف كانوا يتحولون وبلمح البصر إلى ممارسة  سقوطهم الأخلاقي ضد  كرامة وشخصية  وشرعية الرئيس هادي عندما لا يذعن لأهوائهم السياسية.

وبما أن هادي يعلم أن تقرب الانتقالي إليه لم يكن  طلباً للمناصب ولا للأموال والامتيازات -  كما روج له أعداء الجنوب وإعلام الإخوان - فإن هذا سوف يقطع عليه طمعه  في شراء ذممهم واستمالتهم نحوه ونحو شرعيته اليمنية ، وعلى هذا يا ترى هل يستطيع هادي أن يستغل هذا التقارب الجنوبي و يكون خير  خواتمه فعلاً للجنوب وفي إنصافهم؟.

لأنه وبغير أن تكون المصلحة للجنوب ، لا يمكن أن ينجح هذا التقارب ، ولا يمكن أن تكون له أي فوائد مرجوة ، وللغباء أن هناك من قد سار بذهنه وفكره وكتاباته وتحليله إنما كانت دعوة الانتقالي لهذا التقارب ، لسبب ضعف الانتقالي وفشله وتخلي الإمارات عنه ، والعودة إلى حضن ما يسمى بالشرعية ، وتخليه عن الأهداف الجنوبية التي من أجل الانتصار لها كان تأسيسه ، يا لبلادة عقولهم! ويا لكذب أفكارهم وألسنتهم! ، كيف يكون ذلك والانتقالي قد حسم أمره منذ أول وهلة لتأسيسه إنه مع شعب الجنوب وقضيته وثورته ، ولا يمكن أن ينحرف عن هذا السير ، والذي كان ذلك  مؤكداً في مسيرة الانتقالي النضالية ، وهذا قد كان أيضا واضحاً عميقاً متيناً في الحوار الصحفي للرئيس الزبيدي مع "إرم نيوز".

مازالت الظروف متاحة للرئيس هادي ، ومازال التطلع إليه مأمولاً به أن يصنع خيراً للجنوب ، ويشرع في إقالة حكومة الفساد ، الحكومة التي جاهرت بالعداء لأبناء الجنوب اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، ويحط يده بيد الانتقالي الجنوبي والاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات ، حكومة بحق وحقيقي ، تعمل مجتهدة في إعادة بناء خدمات المواطنين وحاجاتهم  في العاصمة عدن ، والتي كان افتعال تخريبها بتعمد من حكومة بن دغر  الفاسدة المعادية.

إن فعلها هادي ، سيكون ذلك  برهان حسن نيته ، ودليل عدم رضاه بما مارسته حكومة بن دغر من جرائم بحق الشعب الجنوبي ، وسيترتب عن ذلك تجنيب الجنوبين الفتنة وشر القتال فيما بينهم ، وأيضا سيكمم أفواه دعاة المناطقية ، و يحطم أبواقهم الإعلامية المستغلة شرعية الرئيس هادي.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص