آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:00:59:43
في وداع الاستاذ فاروق علي قائد
د. عبده يحيى الدباني

الاثنين 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

فاروق أيها الراحل العزيز كيف ارثيك..? 
لقد مرت اسابيع  منذ وفاتك المفاجئة ولم أستطع أن أكتب شيئا لا عزاء ولا رثاء رغم عمق الزمالة والعشرة الجميلة التي دامت بيننا ؛ لقد توالت مصائبنا فصرنا نبيت  ونصبح على فجائع. 
فاروق يا صاحبي اعذر زميلك القديم فهو مرتبك وهو يرثيك فقد طال الانقطاع بيننا سنوات ، بعد أن جمعتنا حبيل الريدة وثانويتها النموذجية سنوات. . كانت أحلى سنوات العمر رغم المعاناة وقلة ذات اليد فقد انتقلت انت إلى الضالع وانتقلت انا إلى  عدن .
فاروق علي قائد. . كان أكثر من معلم كان ناشطا تربويا منذ التحاقه بسلك التدريس في أول التسعينات تقريبا ؛ً تميزه في العمل والنشاط أدى به إلى العمل ضمن إدارة المدرسة التي كانت تضم ولا تزال من الصف الأول اساسي إلى الثالث ثانوي.  ومن ثم انتقل إلى مكتب التربية والتعليم في محافظة الضالع بصحبة الأستاذ القدير محمود أحمد ناصر الدعري الذي عين مديراً عاما للمكتب في منتصف التسعينات .
وهنالك تألق فاروق في عمله وحظي بالاحترام الكبير من المواطنين والمعلمين على حد سواء لدماثة أخلاقه وحرصه على تأدية عمله وشكل مع المدير العام (الدعري)  -عافاه الله -ثنائيا تربويا وإداريا متناغما وصلت ثمرة ذلك إلى منطقة حالمين نفسها. 
 أن الحديث عن هذا المعلم والإداري العريق  هو حديث عن مشوار طويل وحافل من العمل الجاد والنشاط التربوي والاجتماعي وخدمة الآخرين والتعاون مع الناس بكل هدوء وتواضع وسعة صدر وما ذلك بغريب على معلم مثل فاروق ترعرع في أسرة عريقة كريمة هي أسرة الشيخ المناضل المرحوم علي قائد الجعشاني ، أسرة عريقة مباركة مثل شجرة طيبة تمنحك ظلا وجمالا وثمرا ..  
تدخل الصف مدرسا وتجد فيه طالبا أو أكثر من هذه الأسرة في الابتدائي أو الثانوي، وتذهب لمكتب المدرسين وتجد اثنين معلمين أو أكثر ينتمون الى هذه الأسرة ، وتخرج السوق  فيستقبلك مبتسما صاحب الدكان الذي ينتمي إلى هذه الأسرة وهكذا . أسرة غزيزة الأغصان مباركة  كثيفة الحضور في حبيل الريدة خاصة .
 أما أبوهم الشيخ علي قائد الجعشاني رحمه الله فقد كان رجلا متنورا وصاحب مواقف محمودة وشيخ قبيلة اصيل وصاحب تقوى وورع وأخلاق من ذهب طيب المعشر والمخبر لا تمل له حديثا ولا يمل هو ان يحدثك  ويسألك  ويسمع منك ويغمرك بالاهتمام رحمه الله.

 فاروق يا أخي ها نحن في منتصف  شهر رمضان فهذا اول رمضان تكون فيه تحت التراب ونحن فوقه منذ رأت عيناك النور في اول السبعينات.. رمضان  الذي حمل لنا في تلك السنوات الخوالي ذكريات جميلة وكريمة فطالما قضينا رمضان معا كنا نعمل في رمضان ولم يكن إجازة كما هو الآن وللعمل في رمضان مذاق خاص وروحانية عالية . 
فطالما  اعتزمنا عندكم في البيت في  ليالي رمضان وكان السمر مع الوالد والإخوان والأبناء من أحسن ما يكون ... 
معذرة يا صديقي على هذا الرثاء العجول والخجول لقد صرنا ميدانا مناسبا للرثاء في زمن هذه الحرب العقيمة المجنونة

سلام عليك وغدا نلقاك حيث يجمعنا الرحمن في رحمته إنه سميع مجيب .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص