آخر تحديث :الاثنين 25 نوفمبر 2024 - الساعة:00:07:16
المجلس الانتقالي والواقع المعقد
صالح علي الدويل باراس

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

المجلس منذ اشهاره يتعامل مع واقع سياسي ووطني واقليمي ودولي معقد سواء على مستوي الواقع الجنوبي أو علاقته بالكم الهائل من العداء الشمالي أو علاقته بالكادر الجنوبي في الشرعية أو مجاميع جنوبية لا أحد يغمز في وطنية اغلبها لكنها لاتقود ولاتنقاد ، أو التحالف الذي عملياته العسكرية أوسع من القضية الجنوبية كل ذلك يتطلب فهما وجهدا سياسيا على درجة عالية من الذكاء والحنكة في التعامل السياسي وصنع تحالفات معقدة لا تكترث كثيرا بالصوت الشعبي ، وهو " كعب أخيل" الذي تتسلط سهام الأعداء عليه ، وحساسية ممارسات مطلوبة وضرورية لعمليات التحالف في الجنوب وأثرها السلبي في الوعي الشعبي الذي تستغله قوى معادية للانتقالي وتحالفاته وتعكسها بشكل تعبوي لضرب الطرفين : الانتقالي وحلفاؤه.

لم يقدم الانتقالي نفسه سلطة أو أن يحل محلها ، اشهر كيانه حامل سياسي للقضية ، والحامل لايعني ان يحل محل السلطة التنفيذية ويقوم بوظيفتها أو ينقلب عليها ، خاصة سلطة مهمة جدا لشرعنة الحرب ، فلو كان معنى التفويض وأشهار الانتقالي هكذا فمعناه الانقلاب!! ، مايجعل الانتقالي كالحوثي وخيار كهذا سيفرض على التحالف العربي أن يعلن الحرب ضده مثل الحوثي وهذا ماتتمناه القوى الحاقدة التي من اليوم الأول جعلت مكنتها الاعلامية تجعل الحامل يعني السيطرة على الأرض ، برفع سقف التوقع لدى حاضنة الحراك عبر التعبوية لكي تضغط هذه الحاضنة على الحامل للوصول إلى قرارات تجعل الانتقالي في مواجهة مع التحالف أو أن عدم اتخاذها سيقلل مصداقيته ويعمل تصدعات في حاضنته .

والمؤسف أنه لم يكن هناك عمل إعلامي منظم شعبوي يوازي التأسيس ويوضح مهامه ومعالمه ويتصدى للسقوف المرتفعة التى ضخوها في الشارع الجنوبي !! وغياب ذلك العمل الإعلامي جعل خطاب اعداءه من اليوم الاول يقود جماهيره وحاضنته بتعبوية خبيثة تدغدغ العواطف وبانه جاء ليحل محل السلطة ويقوم بوجباتها ووظيفتها. واستطاعت رموز في الشرعية إلى جانب المكنة الإعلامية المعادية أن تستفز الانتقالي فجاءت تصريحات قبل وبعد أحداث يناير سقفها مرتفع غير قابل للتحقيق مرحليا !!

أحيانا عليه التعامل مع خيارات غير جماهيرية على المدى المتوسط، فالمجلس يشق طريقه بين حقول الالغام السياسية المعادية ، في ظل تدخل إقليمي وحرب منذ ثلاث سنوات غطاؤها ليس الجنوب ومبادرات دولية وحوارات وبند سابع ووصاية اقليمية ليست خافية على الجميع ومطلوب من الانتقالي ان يتعامل ببرجماتية مثل الآخرين فهو ليس استثناء ومفردات مثل الند والتابع والتبعية مجرد غثاء إعلامي مدفوع الاجر ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل