- مجلة أميركية ترجّح دعم إدارة ترامب للانتقالي الجنوبي والقوى المناهضة للحوثيين
- في بيان شديد اللهجة.. نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بالعاصمة عدن ترد على تصريحات رئيس الحكومة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- تحليل أمريكي : جماعة الحوثي أصبحت تشكل تهديدًا استراتيجيًا عالميًا للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط
- قيادي حوثي يقذف ويسب إعلامية يمنية ويهددها بالقتل
- ناشطة حقوقية تطالب برفع الحصانة عن البرلماني الإخواني عبدالله العديني
- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حُكم إعدام بحق 3 أشخاص بينهم يمنيان
- توقيع اتفاقية لبناء أكثر من 100 منزل للأسر المتضررة من السيول في حضرموت بدعم سعودي
- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تأخر زيارة المبعوث الأممي "جريفيث" التي كانت متوقعة إلى عدن أو إلغاؤها ، أو تعطيلها ، لن تؤثر على الجنوبيين ، لا في نضالهم ولا في مبادئهم ولا في أهدافهم ، وسيبقى دوما وأبدا اعتمادهم الكلي في تحقيق تطلعات نضالهم على الله ، ثم على قوتهم في فرض سيطرتهم على أرضهم ، وأيضاً على ما يكون من علاقاتهم الدبلوماسية مع المجتمع الدولي ، منظمة أمم ودولاً ، ولن تزداد الشرعية في مؤامراتها تلك في تعطيل زيارة المبعوث الأممي إلى عدن غير حسرة وندامة ، وكل العراقيل التي وضعوها في طريقه ستنقلب ضدهم .
إن ما كان من مغادرة "جريفيث" صنعاء إلى مقره دون أن يزور عدن ، أو تأخرها ، خاصة بعد رجوعه إلى مقره ، إلا مقدمات تدل على انتهاء مراسيم زيارته إلى الشمال ، ومن ثم التمهيد والتحضير لمراسيم جديدة لزيارة إلى الجنوب في الوقت الذي يراه مناسبا ، وكأنه في ذلك يعمل مراسيم زيارة دولتين .
محاولات الشرعية البائسة:
ما يسمى بحكومة الشرعية المنفية ، المرفوعة القدم من الثبوت على ولو جزء بسيط من الأرض يكون شرعية لها في جغرافية اليمن ، ستستمر محاولاتها البائسة في منع المبعوث الأممي من زيارته إلى عدن واللقاء بممثل الجنوبيين الشرعي ، "الانتقالي" الجنوبي وقيادته و على رأسها الرئيس/ عيدروس الزبيدي ، وستزداد في وضع مطباتها وعراقيلها وتهديداتها وممانعتها المبعوث الدولي من أن يزور عدن والاستماع إلى مطالب الجنوبيين ، وستتكرر مرات عديدة ، ولا تتوقف إلا بغلبة الجنوبيين عليهم ، واللقاء بالمبعوث الأممي وفي العاصمة الجنوبية عدن .
إنما هي بمحاولاتها البائسة تلك ، تحاول إخفاء حقيقة ضعفها ، وحتى لا تكون فضيحتها مدوية في كل أرجاء المجتمع الدولي ، من أنها لا تملك قراراً ولا أي شرعية على الأرض ، وأن كلا الشعبين الجنوبي والشمالي يرفضونها ، وأن حقيقتها لا تعدو من كونها عبارة عن مراكز إعلامية فقط - قنوات وبرامج تواصل ومواقع إلكترونية وصحف وأشخاص - خاوية من أي شعبية ، ومن أي قضية أساسية ، ومن أي أهداف أو مبادئ ، وكل عملها فقط سرقة انتصارات المقاومة الجنوبية ، و سرقة الخدمات عن الناس ، كما تحاول بتلاعبها السياسي ذاك ، الذي فيه تقوم بإصدار المخاوف والتحذيرات و التهديدات ، إلا إظهار نفسها أن باستطاعتها منع صوت القضية الجنوبية ، الذي سيكون بلسان الانتقالي الجنوبي ، من أن يسمعه المجتمع الدولي ، وحرف مساعي المبعوث الأممي الاستماع إلى أصوات مكونات حراكية مزيفة مستنسخة، كالمسماة بالحراك الجنوبي التابع للحوثي، والحراك الجنوبي التابع للشرعية، وأيضا محاولة إظهار نفسها أنها هي الأقوى.
"جريفيث" ليس غبياً :
طبعا "جريفيث" ليس طفلاً حتى يخاف من تحذيرات الشرعية وتقوّلها أن عدن غير آمنة ، وأنها لا تستطيع حمايته ، وهو المدرك لحقيقة كيف هي عدن ، وكيف أنها آمنة ومحمية بقوات المقاومة الجنوبية ، وهو المبعوث الدولي المحمي بصفته الدولية ، لكنه أخذ تحذيرات الشرعية محمل الجد احترازاً من أن تكون الشرعية هي المكيدة ، وهي المرتّبة أمر تخوفها وإطلاق تحذيراتها.
كما أنه ليس غبياً حتى يقتنع بأعذار الشرعية له ، من منعه أو الضغط عليه بعدم زيارته إلى عدن ، ولا يمكن أن يبني تصوراته في حل قضية الجنوب دون ذهابه إلى عدن ودون الاستماع إلى صوت قيادة الانتقالي ، ودون أخذ لمحات للشعب الجنوبي عن قرب ، ولا يمكن أيضا أن يبنيها من لقائه بمكونات حراكية مستنسخة وغير حقيقية في تمثيلها للشعب الجنوبي ، لهذا فهو وحتى لو التقى بالرئيس الزبيدي في الخارج ، لازماً سيزور عدن .
زيارته لدولتين:
بعد أن يأتي الوقت المناسب الذي فيه يقرر "جريفيث" زيارته إلى عدن ، وبعد أن يزورها أو أثناء زيارته ، سيكتشف "جريفيث" أنه فعلاً يزور دولتين ، وأن كلاً من الدولتين لها شعب يختلف عن الشعب الآخر ، ومطالب تختلف عن مطالب الشعب الآخر .
فهو وبعد زيارته التي كانت للشمال ، سيكون قد أخذ في تصوره طابعاً خاصاً عن الشمال ، من خلال إيجاده شعباً راضياً بالوضع المفروض عليه من قبل الحوثيين ، وكل ما يريده هو فقط إيقاف الحرب عليه ، وأن يعيش في أمن واستقرار ، وسيجد أيضاً مجلساً سياسياً حوثياً مؤتمرياً يفاوض المجتمع الدولي على أهداف كيفية الاعتراف به وترسيخه حاكماً على الشمال فقط ، ولم يعد يفكر أو يهدف إلى أن يحكم اليمن شمالاً وجنوباً ، بسبب الهزائم التي مني بها في الجنوب وفقد الحاضنة .
بينما وبعد ما سيزور "جريفيث" عدن ، أو أثنائها ، سيجد في الجنوب شعباً آخر ، شعباً فرحاً بانتصاراته ، طموحاً في تحقيق أهدافه ، آملاً في استقلاله وأن يكون دولة ذات سيادة ، شعباً لا يتزحزح عن نضاله قيد أنملة ، ومجلساً انتقالياً مفوضاً من قبل شعبه في التفاوض باسمه من أجل انتزاع استقلاله ، وسيجد أيضاً قوات جنوبية على طول وعرض الأراضي الجنوبية تحرسها وتحميها.
والمفاجأة التي ستظهر أمام "جريفيث" بعد زيارته الشمال وزيارته الجنوب ، الغياب الكلي للمسماة (الشرعية) ، وأنها غير موجودة أصلا غير في مراكزها الإعلامية فقط .