آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:10:24:13
كل الضالع في سينما النصر
عادل العبيدي

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00


إلى داخل قاعة سينمأ النصر بالضالع ، سارعت كل الضالع بحثا عن أمان لهم ، هربا من أعمال البلطجة التي تحاول أن تقضي على كل شيء جميل ومفيد في الضالع ، وخوفا من استقواء البلاطجة عليهم ، يشتكون لبعض ، يحرضون بعض ، يعلنون لبعض ، أن كل واحد منهم يفضل أن يرفع صوته في وجه كل بلطجي  ويقف ضده ، ويمنعه الاستمرار في أعماله البلطجية ، ومستعدا أن يضحي بحياته ويكون شهيدا ، ولا العيش بذل وهوان وضعف .
دعوة طيبة تلك التي دعى إليها محافظ الضالع، أبناء الضالع جميعا على أختلاف فئاتهم وصفاتهم التواجد في قاعة سينمأ الضالع في يوم السبت الموافق 31مارس،  من أجل أن يكونوا يدا واحدة وكلمة واحدة ، وصفا واحدا ، والوقوف جميعا ضد كل شخص أو مجموعة ، تقوم بأعمال البلطجة ضد الأنسانية وضد الآمنيين ، وضد المنظمات الدولية العاملة في الضالع والتي كان أخرها ضد منظمة اطباء بلا حدود ، التي خدماتها ومساعداتها قد عمت بفضل الله كل بيت ، التي على أثر أفعال البلطجة والأعتداءات الأخيرة عليها قررت تعليق أعمالها ،والرحيل من الضالع ،  وأيضا الوقوف ضد أي عمل من شأنه محاولة العبث بأمن واستقرار الضالع .
كل الضالع في سينمأ النصر ، هكذا قالوا : أن الضمير قد صحى ، وأن السيل قد بلغ الزبى، وأن الأعتزام على واجب تحمل المسؤولية قد حان ، وأن أعمال البلطجة بعد الأن ليس لها في محافظتنا مكان ، وأن المسؤولية أمانة ، والمتهاون او المتخاذل  عن أدائها كما أوجبه الشرع ، سيكون  في الدنيا مهان ، وفي الآخرة عذاب جزاء خيانة الأوطان .
عبارات وأقوال ووعود ، لها أرتاحت النفوس ، تحمست المشاعر ، الشجاعة ونشوة قول الحق والوقوف ضد الباطل قد سرت في الأبدان .. لكن وحتى لا أكذب عليكم ، حقيقة أقول لكم ، ورغم الأمل المعلن الذي له صفق الحاضرون تصفيقا حارا ،  قد رأيت أن  فينا ضعف كبير ، أتمنى  أن نقضي ونتقوى عليه من لحظة خروجنا قاعة السينمأ.
سبب شعوري أن فينا ضعف كبير ، هو مارأيته  من تلك  الشخصيات ، القوية الطيبة المسؤولة ، الموجودة على المنصة المقابلة للحاضرون.
محافظ ووكيل وقادة ألوية ومقاومة : كل منهم يتبعه كذا مئات من الجنود والأفراد العسكريين ، فلماذا إذا نعاني الخوف وعدم الأمن ، وعدم قدرتنا على حماية الممتلكات العامة والمؤسسات الحكومية و أماكن تواجد المنظمات الدولية ، وردع البلاطجة خلال الفترة الماضية؟.
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي : كل أبناء المحافظة يلتفون حوله شعبيا ، لماذا لا يستغل ذلك الحشد الملتف حوله ، المعترف به كقوة شعبية منددة ورافضة أعمال البلاطجة والوقوف ضدها ؟.
شيوخ دين  وخطباء مساجد : دورهم يجب أن يكون قويا في توعية الخارجين  عن دينهم ونظام الناس ومبادئهم،   وإيقاض ضمير الناس أن يكونوا متماسكين ، وأن يقفوا وقفة رجل واحد ضد كل بلطجي ، كونهم الشريحة التي إليها يصغي الناس كل أسبوع .
مدير عام الصحة : لقد أفرحنا كثيرا عندما قال أنه سيبقى على طاقم منظمة أطباء بلا حدود وسيتكلف بتحمل تكاليفهم،  وتوفير الدواء والملتزمات الطبية  التي يحتاجونها حتى تعود المنظمة لمواصلة عملها .
السؤال هنا ، أين هي خدمات  الصحة العامة خلال السنوات الماضية ؟ ولماذا الأن مدير عام الصحة يعتلي المنصة خطيبا ، يضرب صدره بيده ، أنه مستعد أن يغطي مكان المنظمة ، وإلى متى يستطيع ؟.
بعد يوم واحد فقط  من تعليق المنظمة عملها في المستشفى ، إلا وجميعنا قد شعر بخوف وضعف كبير في عدم قدرتنا الأعتماد على أنفسنا أو على مكتب صحتنا في تغطية تكاليف حاجاتنا الصحية ، إذا فعلا قررت المنظمة أن ترحل .
فمن غير المعقول ، أن نكون وفي ظل وجود هذه الهامات القيادية المسؤولة ، وبما تمتلكه من امكانيات، نحس بالضعف ونشتكي لبعض من اعتداءات شلة أو عصابة ليس لها سلطة علينا .
أتمنى أن تنجح دعوة المحافظ ونخرج من قاعة سينمأ النصر وكلنا أمل أن نحول كل ضعفنا إلى قوة .

  عادل العبيدي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص