الاحد 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00
رسالة تكتب من دموع وآهات وألم وجراح آباء وأمهات وأسر المغتربين اليمنيين إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وإلى ولي عهده محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، حفظكم الله ؛ وبعد.
نتقدم إليكم بهذه الرسالة من وطني القريب منكم ، وطن مدمر تملؤه آهات وأحزان الحرب العبثية التي شنتها مليشيات الحوثي خلال ثلاث سنوات ولا زالت مستمرة إلى مالا نهاية ، وسببت في قتل وتشريد الآلاف من اليمنيين ، كما تسببت أيضا في تدمير مؤسسات الدولة وأكلت الأخضر واليابس مما أدى ذلك إلى معاناة الشعب وحرمانه من العيش الكريم وعدم الاستقرار مادياً ومعنوياً وصحياً وتعليمياً وأصبحت الحياة شبه مشلولة مما زاد من معاناة الشعب وزاد الطين بلة القرار الخاص بترحيل المغتربين وعدم قدرتهم على دفع الرسوم ونقل الكفالة بمبالغ كبيرة حتى تم وصد الأبواب في وجوههم ، كما أضحت المجاعة تقرع أبواب كل بيت في اليمن.
ولذلك نناشدكم باسم العروبة والإسلام وحسن الجوار وبعيداً عن السياسة ، مراعاة الجانب الإنساني أن تعفو عن أبنائنا المغتربين وأن تعطوا وضعا استثنائيا لليمنيين لكي يتمكنوا من مساعدة أهاليهم وأسرهم ولو بالشكل اليسير ، ولو لفترة مؤقتة ، حتى تنتهي الحرب وتعود مؤسسات الدولة ليتم استيعابهم فيها ، وهذه سحابة عابرة ؛ لأن عودتهم إلى البلد سيزيد من آلام ومعاناة أهاليهم، كما تضع الملح فوق الجراح وتزيدها ألماً.
نتمنى منكم أن تتفهموا للمعاناة التي تشهدها اليمن وتعطوا وضعا استثنائيا لأننا تجمعنا القربى وحسن الجوار ونعتبر أرضنا واحدة ونعيش في محيط واحد ويعتبر أمننا وتاريخنا واحد وعدن وباب المندب يعتبر العمق الاستراتيجي للخليج ، ولن نسمح للقوى الحاقدة على أمتنا العربية بتمزيقنا ، وسنقف جميعا صفا واحدا لمواجهة المشاريع الاستعمارية التي تريد "سايسبيكو" جديد وشرق أوسط جديد يستهدف الجميع ، ولكن إن شاء الله سينتصر الحق على الباطل ، وأن قوتنا بتماسكنا ، وأن يسود السلام والمحبة كل أرجاء المعمورة والأمة العربية والإسلامية وتضميد الجراح في كل أوطاننا التي طحنتها الحروب ، ليس فقط في اليمن وإنما في الوطن العربي بأكمله.
نرجو منكم أن تعطوا أهمية إنسانية تقديراً للظروف العصيبة التي تعيشها اليمن ، ولقد أوصى رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم - بالجار ، وخيركم كثير علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية ، وسيدونه التاريخ ، ولقد أكد رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي أن إخواننا في المملكة قيادةً وشعباً لن يكونوا إلا عوناً لليمن حتى ننتصر على القوى الظلامية وتعود مؤسسات الدولة إلى نصابها القانوني والشرعي بمساعدة أشقائنا في التحالف العربي برئاسة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي عهده محمد بن سلمان والإمارات العربية المتحدة التي كان لها دور كبير في تحقيق النصر في محافظات الجنوب ، ولكم منا جزيل الشكر والتقدير..
