- تقرير : الإعلام الجنوبي ودوره السياسي في تنمية الوعي وتعزيز الانتماء الوطني والهوية الجنوبية ..
- إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية .. هل يُخلص المناطق المحررة من قبضة الحوثي على خدمة الاتصالات؟
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية لعددها الصادر اليوم الخميس الموافق 8 أغسطس 2024م
- الأمم المتحدة: نزوح وتشرد آلاف العائلات جراء السيول في ثلاث محافظات يمنية
- وفاة وفقدان 15 شخصًا بسبب الأمطار والسيول في تعز
- رفع اسعار الموافقات الأمنية الخاصة باليمنيين القادمين الى مصر
- إعتبارا من اليوم الخميس .. منع تصدير الاسماك من العاصمة عدن
- يونس يعود الخميس إلى بنغلادش لتشكيل حكومة
- مقتل شقيقين بلغم حوثي في الحديدة
- أسعار الذهب اليوم الخميس 8-8-2024 في اليمن
الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00
إن ما كان من الثورات الجنوبية والغضب الجنوبي ، والحراك الجنوبي ، الذي صال الساحات وجال، إلا نتيجة للظلم والمظالم ، التي تكاثرت متراكمة في الانحطاط على ظهره ، ونتيجة لمعرفة غلاوة الأوطان ، بعد أن استرخصها الذين لا خير فيهم ، للتبعية والارتهان والاحتلال ، وأنها غير قابلة لذلك ، مهما كانت التبريرات والأعذار ، وأيضا نتيجة للأخطاء التي رافقت الأزمان التي تزامنت بالسكوت عنها ، فكان الوطن بما يحتويه هو الخسران .
صحيح أن ما كان على الجنوب من احتلال نظام صنعاء ، قد كان عسيرا جدا ، ولطرده ورفع مخلفاته قد قطع الجنوبيون شوطا كبيرا نحو استعادة دولتهم ،وبلغت التضحيات ذروتها ، ولكن لا ننسى أن من الجنوبيين من قد تعلم من نظام صنعاء الأشياء الكثيرة ، من طرقهم وملاويهم التي من خلالها تعلموا الوصول إلى كيفية نهب الأموال العامة ، ومن ثم تسخيرها لمصالحهم الشخصية والأسرية والمناطقية ، وسلكوا مسلكهم ، بل وزادوا عن حدهم ، لتكون مأساة الشعب الذي ناضل وضحى ورفع صوته في وجه الاحتلال والطغيان ، لمثل هؤلاء نقول لهم: قفوا عند حدكم، أنتم لستم جنوبيين ، وإذا كنتم جنوبيين فعلاً ، كونوا مع شعب الجنوب ، واعرفوا لماذا غضب وثار وضحى ، وواصلوا معه المشوار بشجاعة وصدق ونزاهة وأخوية وحب حتى استعادة الدولة الجنوبية ، و أن تكون صفتكم الإيثار .
أحيانا مصالحنا الشخصية الآنية التي نتحصل عليها ،أو التي نرجوها من بعض الأشخاص ، ممن سهل لهم أن يكونوا في مسؤوليات وأماكن قيادية ، تجبرنا أن نغطي عن أفعالهم الخارجة عن مسؤولياتهم القادحة بها ، بحجة أنهم جنوبيون ،أو نقول للذي يتهمهم وينتقدهم أنه مناطقي ويمارس ضدهم التهميش والإقصاء ، وأنه لا يجب أو من المعيب اتهامهم أنهم يفسدون وينهبون، وحجتنا في ذلك أنهم جنوبيون ، رغم أنهم في قمة الفساد والنهب والعبث ، لا ..علينا أن لا نضعف أمام ذلك ، ولا نتعذر (بالجنوبية) لنحمي فساد الغير من أجل استمرار حصولنا على بعض المميزات أو المصالح الشخصية ، والفاسد أو الناهب يجب أن نقول له : أنت فاسد..
ولماذا أصلاً هذا المنطق ؟ وكأن الجنوبيون لا يخطئون ، أو أنهم محميون بمطلب استعادة الدولة ، و مبدأ التصالح والتسامح ، كيف ذلك ؟ ونحن ووطننا لم نصل إلى حالنا هذا إلا بسبب أخطاء كانت من الجنوبيين أنفسهم ، التي قبالها كان سكوتنا ومدحنا لهم؟! .
فالذين سمحوا لتيار (الشمال الاشتراكي) أن يحشرنا في دوامة نظام الاشتراكية هم جنوبيون ، والذين دعموا وساعدوا (صالح) في اجتياحه الجنوب هم جنوبيون ، والذين حسنوا وعليهم ارتكن نظام (صالح) في الجنوب ، هم جنوبيون ، والذين اليوم يحاربون مشروع استقلال الجنوب من منابر الشرعية منهم جنوبيون .
صفة (الجنوبية) يجب أن لا نتخذها ستاراً أو حجة ، بها نبرر وقوفنا أو دعمنا لمن منهم نتحصل على مصلحة ذاتية ،وهم فاسدون ، فنحتج ونرد على منتقديهم ونقول : عيب .. هذا جنوبي!...
إلى اليوم وبرغم الأحداث والمتغيرات التي حصلت في الجنوب ، مازال الذين يديرون المحافظات، ومكاتب الوزارات، والمنشآت والهيئات والشركات ،و مختلف الدوائر وضباط السلف ، الكثير منهم إن لن يكونوا جميعهم ، هم أنفسهم الذين تم تعيينهم في عهد نظام (صالح) أو ممن تربوا على يديه ، ولم يحصل أي تغيير في أماكنهم بكوادر أخرى ، أصلح وأنسب وأحسن وأنزه منهم ، تغيير يواكب الأحداث والمتغيرات ، بل على العكس ، استطاع حزب الإصلاح أن يخترق رئاسة وحكومة ما يسمى بـ"الشرعية" ، واختطافها، ومن ثم الإبقاء على من يريدون في تلك المناصب صغيرها وكبيرها ، وتغيير من يريدون منها بمن ينتقون .
دورنا كجنوبيين يناضلون من أجل استقلال دولتهم وإصلاح حال مجتمعهم ، أن يكون إيجابيا أمام من لم يصلح سلوك عمله ، وبقي على فساده القديم ، وإن كان جنوبيا ، أو منه نتحصل على مصلحة ، ولا نتعذر له، ونبرر فساده بقولنا : هذا جنوبي ..
![](images/whatsapp-news.jpg)