آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:02:15:56
طوفان الإرهاب يضرب منطقة الدرين الصناعية
عبدالعزيز الدويلة

السبت 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

لا ندري من أين نبدأ الحديث عن واقعة أو حادثة العملية الانتحارية الوحشية والدموية التي تبنت مسؤوليتها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) صباح يوم الثلاثاء 13 مارس 2018 والتي استهدفت مطبخ تموين الغذاء والذي يقع بحي الروضة بمنطقة الدرين الصناعية القديمة التابع لمنظومة التحالف الذي يقوم بدعم وتموين الوجبات الغذائية للجنود والمرابطين في نقاط التفتيش, وهذا ما كنا لا نتصوره أو نتوقعه من انفجار مدوي وقوي جدا ينفذ في حي الدرين السكني التي أصبحت بيوته قديمة ومتهالكة لا تحتمل مثل هذه الانفجارات المفاجئة.

غير أن اللافت للنظر هو أن قوة الانفجار التي استهدفت المطبخ سببت مجزرة دموية بشعة ، حيث تطايرت الأشلاء وتحطمت زجاجات النوافذ وتشققت بعض جدران المنازل وخرج رجال وشباب ونساء حي الدرين بدون شعور متسائلين عن موقع الحادث مهرولين للتعرف ومساعدة الضحايا والجرحى ، في حين تسارعت سيارات الإسعاف في ظل استمرارية تصاعد الدخان الأسود ونقلت جثث الضحايا التي تفحمت وبعض الجرحى المدنيين الذين كانوا يعملون في المطبخ, ولا ندري كيف نصف هذه الفاجعة المروعة والمؤلمة التي حلت ولأول مرة في حي الدرين المعروف والذي يتميز بالأمان والسلام والاستقرار والتعايش السلمي.

إن ما جرى صباح يوم الثلاثاء الدامي بحي الدرين كان يوما أسوداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بل ويندرج أشبه بمسلسل تراجيدي سوريالي شكل منعطفا تاريخيا لذكرى دموية لسكان وأهالي منطقة الدرين الصناعية والتي أصبحت مكتظة بالسكان وتوجد فيها نقاط تفتيش لحماية بعض الشخصيات العسكرية والسياسية وبعض قيادات المقاومة الجنوبية ، الأمر الذي يتطلب على الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية بضرورة توحيد مكوناتها في إطار آلية عمل مشتركة من أجل الاستمرارية في مداهمة أوكار الجماعات الإرهابية وتجفيف منابعهم وكشف العمليات الانتحارية قبل وقوعها.

وحتى لا يتكرر هذا السيناريو الإرهابي الانتحاري في المستقبل لابد من وضع التدابير الأمنية التي تضمن استقرار المناطق الجنوبية وسلامة أرواح المواطنين المدنيين والعسكريين.

الخلود للشهداء .. والشفاء للجرحى .. والاهتمام بأسر الشهداء ومعالجة الجرحى ..

  

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص