الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

لم يعد العبث يطال الأراضي والمتنفسات وكل شيء جميل في عدن - من خلال البسط العشوائي في ظل صمت كل الجهات ومكايدتهم مع بعضهم - ولم يعد العبث يطال حركة المرور والطرقات بشكل لم تشهده عدن في تاريخها !.

ولم يعد العبث يطال الأبرياء بالرصاص الراجع من الهواء بسبب إطلاق النار المستمر في كل حي وشارع ، وفي ظل فشل الجهات المختصة في منع إطلاق النار!.

ولم يعد العبث يطال حياة المواطن بمعيشته أو بسبب غياب النظام والقانون واستمرار بعض الأزمات ، إذا استثنينا وضع الكهرباء إذ كان قد تحسن عملها خلال الأشهر الماضية ، والظاهر أنها ستعود حليمة لعادتها القديمة ! .

بل صار العبث واضحاً للعيان في عمل مؤسسة وسلطات الشرعية في ظل صمت عجيب من الأشقاء في التحالف أو رضا البعض منهم عن ذلك ، ونعتقد أن هناك من يريد أن يجعل من عدن مزبلة لكل النفايات والثقافات العبثية والفوضوية .

إذ تغيب كل الجهات الرسمية عدا بعض من رحمهم الله من القيادات ممن يحترمون واجباتهم ويعملون في العديد من المواقع العسكرية والمدنية في سبيل منع هذا العبث وتقديم عمل مفيد للمواطن ؛ ولكن أعمالهم تلك أصبحت  كمثل الذي يحرث في صحراء شاسعة وقاحلة !.

فهل حان الوقت لتغيير هذا الوضع؟!  فعلى الشرعية إذا كانت تبحث عن الشرعية أن تنظر إلى صنعاء وسلطاتها ، وكيف يتواجدون في أرضهم وبين جماهيرهم ، ففي صنعاء مجلس نواب وإن كان ثلث مجلس بسبب انخفاض عدد الأعضاء ، المهم أنه شغّال ومداوم كل يوم في جلساته،  ومجلس سياسي وإن لم يعد منه غير رئيسه صالح الصماد وسلطان السامعي أكثر من تتردد أسمائهم في وسائل الإعلام التابعة لهم ، لكنه يتواجد في الداخل الشمالي ، وحكومة بن حبتور رغم أنها  مشلولة في عملها لكنها على الأقل تتواجد في صنعاء وتتحرك بين الناس ، بينما سلطات  الشرعية بأبرز رموزها الفاسدة كلهم خارج الوطن مثلهم مثل شبكة الاتصالات والنت اليمنية! معظم النهار خارج التغطية!! .

الناس كرهوا تلك الأخبار المكررة في القنوات الفضائية كل يوم عن نشاط الشرعية من مأرب إلى صرواح إلى نهم والعودة..ومن فنادق الرياض إلى القاهرة وإذا ابتعد بعضهم لن يتجاوز أبو ظبي أو إسطنبول !.

صحيح قد يكون الكثير في الشرعية في أتمّ راحة من ذلك الوضع السفري بحكم السفريات - اللهم لا حسد إن كان ذلك حلالاً ! - غير أن الناس تعبوا من ذلك المشهد الممل ، والعبث بمقدرات الوطن والفشل المستمر.

صحيح قد يكون لدى الشرعية بعض المبررات في عدم تواجدهم على الأرض في عدن أو في الجنوب, بسبب الخلاف الجانبي مع بعض الأطراف السياسية في الجنوب أو منعهم من التواجد, وغياب التنسيق مع قيادة الإمارات في عدن ، غير أن تلك هي مشكلتهم ، الجميع في التحالف والشرعية أومن يعرقل عملهم ،وليست مسؤولية الشعب الذي أُرهق نفسيا وجسديا, فاتقوا الله في هذا الشعب المظلوم والصابر أو وفروا تذاكر سفر ومصاريف لكل مواطن  لنترك البلاد لكم مؤقتا حتى ينتهي صراعكم!!..