- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تمثل الجامعات مصدراً مهماً في صياغة الوعي الجمعي وصناعة الروى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمعات.
إذ تُعد مكاناَ لإنتاج الفكر والمعرفة التي تُعنى في دراسة وتحليل مشكلات الواقع الاجتماعي ووضع التصورات والحلول العلمية والعملية لمعالجتها، ذلك من خلال ما تقدمه النخب الأكاديمية من دراسات وبحوث علمية تقوم على أسس وشروط المنهج العلمي
في تشخيص المشكلات الاجتماعية المختلفة في المجتمع.
بيد ان هذا الدور المناط بالأستاذ الجامعي لا يستقيم الاّ بتوفر عدد من العوامل المتعلقة في معايير اختيار توظيف منهم قادرون على أدى مهامهم العملية تلك، ومدى ما تقدمه المؤسسة الجامعية والمجتمع والدولة ككل للأستاذ الباحث (الجامعي) من دعم وتحفيز واهتمام بما ينتجه من افكار في الحقل الأكاديمي. إلاّ ان الواقع الراهن لا يتم على هذا النحو -مع الأسف الشديد - فالأستاذ الاكاديمي يظل محصوراَ بما يقدمه من محاضرات تلقينيه لطلبته التي تختزلها وريقات الملازم المتناثرة في رفوف أكشاك التصوير في كليات الجامعة، فهو مازال بعيداَ عن الاندماج في واقع وهموم مجتمعه الذي يعج بالمشكلات والأزمات المتناسلة والمتكررة، وهذا يؤكد مدى تخلف مؤسسة الجامعة عن الواقع، فهي مازالت تعمل بالأساليب الريعية المقيتة. إذ تتبع وسائل تقليدية ونفعيه تتمثل في البحث عن المصالح الشخصية للأفراد ابتداءَ من التوظيف بالجامعة وانتهاءَ بالتعيينات القيادية في اطر الجامعة او في مؤسسات الدولة الأخرى، فكل ذلك يأتي على حساب رسالتها العلمية والوطنية وعلى حساب الثوابت والضوابط المرتبطة بوظيفة المؤسسة ومهام الأستاذ الجامعي..
لقد ظلت المؤسسة الجامعية خاضعة خانعه تابعة للمؤسسة السياسية "الحاكمة " بصرف النظر عن سياستها الهدامة أو البناءة، وهوما ابعد الحس النقدي الصريح في العمل الأكاديمي بوصفه انتهاكاً سياسياً للسلطة الحاكمة.
إذ لم يُعد الأستاذ الأكاديمي صاحب دور فاعل في قضايا التغيير والتحديث والحراك الاجتماعي في مجتمعه، وإذا ما أراد ان يقوم بدوره الاجتماعي هذا كمشاركته في الحراك الاجتماعي ومساندة المجتمع في تحقيق مطالبه وطموحاته فانه يبقى بنظر المؤسسة الجامعية والسلطة الحاكمة متمرداً عنهما، وتعرضه للحرمان من بعض حقوقه وأولها استبعاده من تبوءا أي موقع قيادي في إطار هيئات المؤسسة الجامعية أو في الدولة.
يذكر انه اذا ما قامت الجامعة بفعاليات تتناول قضايا المجتمع، فنلاحظ الانفراد بها بما لا يفسح المجال للأستاذ الجامعي الناقد المرتبط بالواقع لاسيما اذ كان يحمل رؤى أكثر تجذراً في الهم الاجتماعي العام. حيث نلاحظ ان كثيراً من تلك الانشطة والفعاليات الجامعية تبقى خاوية من مضامينها الاجتماعية فهي عبارة عن أسطر وصفحات منظمة منهجياً خالية من طرح الأفكار العملية الإبداعية، يتم فيها التركيز على الصياغة الشكلية لما يكتب، دون التفتيش عن مكامن الخلل والتحلي بالصراحة والشجاعة العلمية، للموضوعات المثارة فيها بحسب ما تتطلبه خصائص الدور والمكانة المناطة بالمؤسسة وبالأستاذ الأكاديمي. حيث نلاحظ ان هم الأستاذ الجامعي يتركز على مسألة الارتقاء بمستوى السيرة الذاتية (cv) بإقحام نفسه في أي مشاركة متاحة بصرف النظر عما سيقدمه من مادة، لان هذه السيرة تساعده في الترقية العلمية والارتقاء في المناصب الاكاديمية التي توفر له مكانة أكثر رمزية داخل المؤسسة الأكاديمية او خارجها.
فيبقى همهم الأول يتجه نحو تحقيق الطموحات الشخصية المرتبطة بالمكانة والربح والامتيازات على حساب التوقعات الوظيفية والاجتماعية المطلوبة منهم، وهو الأمر الذي انعكس سلباَ في مستوى الأداء الوظيفي وتراجع مستويات الطلاب في الجامعة وضعف المعلومات المرتبطة بتخصصات العلمية وعدم وضوح الرؤية في المعارف التي اكتسبوها.
وعليه فان الأستاذ الجامعي يعاني من وجود أزمة بنيوية تضعه بين الدور المأمول والواقع المازم ..