- مدير أمن عدن يعيد حقوق ضباط الشرطة بعد 30 عامًا من الحرمان
- العميد الجمالي يزور شرطة محافظة لحج
- الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 200 شخص في اليمن خلال أسبوع واحد
- وزير الخارجية اليمني يدعو إلى تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
- الكثيري يشهد احتفال سفارة الهند بالذكرى الـ76 لاستقلال بلادها
- وزير الصحة يؤكد اهمية الاعتماد على الجوانب البحثية والتقييم العلمي المنهجي
- حلف قبائل حضرموت يوجه باستمرار تزويد كهرباء عدن بالنفط الخام خلال شهر رمضان
- مختصون في النقل الجوي يشاركون في ورشة عمل حول "إدارة الأزمات" بالقاهرة
- وفد من اليونيسيف يطلع على احتياجات حقل بئر أحمد للمياه بعدن
- برئاسة الكثيري .. الأمانة العامة تعقد اجتماعها الدوري وتناقش تقرير المشهد السياسي على الساحة الوطنية الجنوبية
الاثنين 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
إذا استمر التجاهل المستمر عن فئة الموظفين المدنيين المستمرين في أعمالهم والمتقاعدين المدنيين والعسكريين، وخاصة أصحاب الرواتب المتدنية جداً ، وإذا لم ينظر إلى حالهم الوظيفي ، و إلى ظروف معيشتهم الصعبة التي يتكبدون معاناتها ، فإننا نوشك على العيش مستقبلا في مجتمع قد تجبره ظروفه المادية أن يكون بلا ضوابط إنسانية أخلاقية اجتماعية دينية ، إلا من رحم ربي ، و التي هي إضافة إلى جانب معاناتهم النفسية التي أصابتهم وتراكمت عليهم بسبب الحرب التي طال أمدها ، وبسبب التآمرات و الأعمال الإجرامية التي استهدفت المواطن العادي بدرجة أساسية.
الموظف المدني وخاصة المعلمين ومن يشتغلون في وظائف عادية لمكاتب بعض الوزارات التي لا تورد إيرادات ، يعيشون اليوم حياة الهلكة و الإهمال المتعمد وعدم النظر في حالهم ، ولا يعطى لهم قدرٌ من الأهمية لوظائفهم وواجباتهم ، وكأن أعمالهم لا فائدة منها وغير داخلة في توعية المجتمع و إصلاح حاله ، وتعليم أجياله ، فتجدهم منبوذين مسيبين من قِبَل ما يسمى بحكومة الشرعية ومن دول التحالف العربي، متروكين لوحدهم يصارعون الأوضاع والمتغيرات الجديدة التي أفرزتها مرحلة الحرب والتي إلى اليوم مازالت في تصاعد مستمر ، كخلق الأزمات وانعدام الخدمات وارتفاع الأسعار ، التي أنهكت الشعب وعلى مقاومة تلك الظروف ضعفت قواه ، وتحديدا الموظف المدني العادي ، الذي مازال يتقاضى ذلك الراتب البسيط الذي كان يستلمه قبل حرب 2015م ، ورغم أن أسعار المواد الغذائية والخدمات والمشتقات النفطية قد ارتفعت إلى الأضعاف على ما كانت عليه قبل الحرب ، ومع هذا لم يلتفت إلى الموظف المدني العادي وإعانته على مواجهة تلك الظروف ، لا في تحسين رواتبهم وزيادة أجورها، ولا حتى يذكرونهم بأي مكرمات ، وكأن هذه الشريحة من المجتمع لا كرامة لها ولا أهمية ولا يعيلون أسراً ! .
حفظ كرامة الشعوب وأخلاقها وأجيالها يكون بالحفاظ على كرامة "المعلم" التي تكون بتهيئة جوّ مناسب له في جميع مقومات حياته حتى يؤدي دوره الوطني والتربوي والتعليمي على أكمل وجه ، وليس بالانتقاص من حقوقه ، وفي عدم الاهتمام به وتركه مشرد الذهن ، يعاني الغرق في حياة لا يستطيع فيها أن يوفي لنفسه ولا لأسرته أدنى متطلباتهم الأساسية ، تتخطفه أيادي الدائنين من كل اتجاه.
من يصدق أن المعلمين وغيرهم من الموظفين المدنيين الذي توظفوا في العام 2011م إلى يومنا هذا مازالوا يستلمون راتب وقدره 33ألف ريال فقط؟! ، أين سيكون موضع هذا المبلغ الزهيد مقارنة بحال أسعار اليوم ؟! ، بل حتى المعلمين القدامى الذين كنا نتباهى أنهم يستلمون رواتب لابأس بها نوعا ما ، اليوم قد الراتب الأساسي للعسكري المستجد ، الذي لم يخدم بعد يستلم أفضل منه! ، هذا إلى جانب ما سيكون للعسكري المستجد من علاوات وحوافز ومكافآت و إكراميات وألف سعودي لبعض الألوية والنخب ، ونحن نشيد بهذا الاستحقاق للعسكري و لا نحسدهم عليه ، ولكن أيضا يجب من الدولة أن تكون هناك مراعاة للمعلمين والموظفين البسطاء والمتقاعدين العسكريين والمدنيين ، أسوة بزملائهم العسكريين، فهم إخوان في جهاز إداري واحد للدولة، أكان عسكريا أو مدنيا ، وجميعهم يعانون الظروف نفسها .
لا يعلم بأحوال الناس إلا الله ، وكم هي كثيرة تلك الأسر التي معيلهم رحل عن الحياة ولا يكون لهم إلا مرتب تقاعدي زهيد يستلمونه من البريد ، أو الأسر التي يكون جميع أفرادها من الإناث، ومعيلهم أنثى موظف في جهة مدنية براتب بسيط ، ليس لهم حيلة أخرى لتحسين مصدر دخلهم .
وضع غير مقبول ، هذا الذي يعيشه الموظف المدني العادي ، وخاصة في المناطق الجنوبية المحررة ، التي فيها وبحكم وضعها السياسي والعسكري في فرض السيطرة تتنافس تلك القوى المتصارعة في بناء جيوشها الخاصة و إعطائها كل الدعم والاهتمام، على حساب تعاسة الموظف المدني الذي لا يدري إلى من يرفع شكواه ، مهمشا بين حكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي .
![](images/whatsapp-news.jpg)