آخر تحديث :الجمعة 09 اغسطس 2024 - الساعة:01:09:08
حكومة الشرعية.. الهيكل (جنوبي) والمكينة (شمالية) !
م. جمال باهرمز

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

هذه هي حكومة الشرعية.. مقاومة جنوبية , ومقاومة شعبية إخوانية وعفاشية وأحزاب شمالية, وجيش وطني ونخب وأحزمه وألوية جنوبية وحراك وخلايا عفاشية وحوثية وإخوانية نائمة وصاحية.

وكل طرف من هذه الأطراف له أجندته وأهدافه بالإضافة إلى أجندة وأهداف دول التحالف ,خاصه في الجنوب ويريد الانتصار لها سواء كانت عقائدية أو وطنية أو قومية أو عصبية أو إقليمية أو دولية أو تشكيل منظمات لإدارة الفوضى والإرهاب.

والثابت أن التباين في هذه الأجندة والأهداف في النهاية سيؤدي بالانتصارات التي حققها ولازال أبطال الجنوب على الأرض بمساعدة التحالف إلى التفريط بها لأعداء الأمة العربية.

تستميت أحزاب الشمال وتستغل سيطرتها على حكومة الشرعية لجعل مكونات الجنوب في صراع فيما بينها. فكل همّها رفع علم دولة الوحدة في معسكرات الجنوب ومؤسساته وتسليط إعلامها الفاجر لغرض إشاعة الكذبة لإشعال هذا الصراع ، وفي نفس الوقت لا توفر لأبناء الجنوب أدنى الخدمات والرواتب.

نفس أعضاء أحزاب الشمال في هذه الحكومة يقاتلون للاستحواذ على كل إيرادات مؤسسات الجنوب لتبذيرها في تعيينات أولادهم وأقاربهم ,بل وكما نسمع إرسال الأموال للمتمردين في صنعاء وإلى مأرب كرواتب ، لكنها تتغاضى عن رفض إرسال إيرادات البنك المركزي فرع مأرب إلى عدن من قبل المسؤولين الحكوميين في مأرب .

يستغرب أبناء الجنوب حينما يترك التحالف العربي لمنظمات تتبع هذه الأحزاب الشمالية لتستحوذ على الدعم الإغاثي والمادي والعسكري المقدم من دول التحالف والذي يقال أنه يرسل للمتمردين في صنعاء. ولم نرَ طوال الثلاثة الأعوام أي تقدم في الجبهات أو نرى أي إغاثة لأي أسرة في الجنوب إلا القلة من كان منتمي لنفس الأحزاب.

يتساءل أبناء الجنوب مِن أكبر مسؤول إلى أبسط جندي بطل من القوات الجنوبية التي تقاتل في الأراضي الشمالية ضد المتمردين : هل نحن جزء من حكومة الشرعية وشركاء لدول التحالف؟ أم نحن مجرد ورقة كلينكس ترمى بعد استعمالها من قبل هذه الحكومة ودول التحالف؟! . الاستغراب والتساؤل حينما يروا ويسمعوا قادة وإعلاميي وصحف وقنوات وأفعال مكونات الشمال الحزبية الهاربة والمسيطرة على حكومة الشرعية  تطالب مجلس الأمن ودول التحالف بوضع هذه القوات الجنوبية وحراكها وأداتها السياسية الممثلة بمجلسها الانتقالي في الخانة المتمردة والانقلابية.

الاستغراب أيضا حول (العبوة الناسفة) أو الجيش المسمى بالجيش الوطني في مأرب ونهم المكون من مليشيات حزب الإصلاح الشمالي وحلفائه، كل مهمته تأمين وصول الدعم والمشتقات النفطية لصنعاء ومنع أي تقدم لأي جهة باتجاهها، بينما عين قادته وأفراده على الجنوب وآبار النفط للانقضاض عليها متى ما سنحت الفرصة. ولذلك يرسل السلاح والمقاتلين إلى المعسكرات التابعة لأحزاب قادته كخلايا جاهزة لساعة الصفر.

التساؤل أيضا حول الأبواق الظلامية المتمثلة بإعلام أحزاب الشمال المشاركة في حكومة الشرعية يتباكون في صفحاتهم كذبا وفتنة على ميناء عدن وشجرة دم الأخوين السقطرية وبأن الإمارات تقاتل مع التحالف للاستحواذ عليهما.

ولا نقرأ أو نسمع عن قنص واغتيال الأبطال والناشطين من قبل الحوثيين في تعز والشمال وآخرهما يوم أمس حين تم اغتيال الناشطة الشهيدة ريهام البدر في تعز!.

نفس إعلام هذه الأحزاب المضلل والذي يكرر على مسامعنا بأن قوات الإمارات في الجنوب قوات احتلال ، بينما في مأرب والساحل الغربي يعتبرها قوات صديقة وحليفة لتحرير الشمال ! .

نفس هذا الإعلام الخارج من كهوف العصور المتخلفة والذي يحاول يستحث الفتنة بين المغيبين في دهاليزه وبين شعب الجنوب وممثله المجلس الانتقالي حين يردد أن المجلس يستضيف قاتل أبناء الجنوب طارق عفاش في عدن .

متغاضيا بأن الكل يعلم أن معسكر التحالف بقيادة المندوب السعودي هو من يدير ويقرر استضافة من يراه مناسبا لمكاسب عسكرية وسياسية وأن التحالف كما فرض على شعب الجنوب القبول بالتكفيريين والقتلة من قادة أحزاب الشمال المسيطر على هذا الإعلام وعلى حكومة الشرعية ، فنفس المبدأ يسير لمصلحة الحرب على المتمردين في الشمال.

والسؤال الأكبر: هل يحق لأحزاب الشمال المسيطرة على حكومة الشرعية الفاشلة في إدارة وإعادة الحياة في مناطق الجنوب المحررة وتصادر قرار شعب الجنوب الذي يحقق لها ولدول التحالف الانتصارات العسكرية في الجبهات ضد نفس مليشيات الشمال المتمردة التي طردت قادة ونافذي هذه الأحزاب؟! .

هل يحق لقادة الأحزاب الشمالية الهاربة من الموت والقتل والسجون والتي تم تأمينها وإغاثتها وإعطائها الشرعية في تشكيل حكومات ومنظمات رسمية في أرض الجنوب وبحماية الشعب الجنوبي ومقاومته أن تسلب القرار السياسي الجنوبي وتصادره باسم هذه الحكومة الشرعية؟! .

هل يحق لقادة وأعضاء هذه الأحزاب الهاربة والتي تسيطر على حكومة الشرعية أن تطعن ظهر من يحميها حين تعبث بأمن الجنوب وتشعل حرب الخدمات والحرمان من الرواتب لأبناء الجنوب بكل مكوناتهم وقواتهم والذين يحمونها؟! . 

هل تعتبر جريمة عندما نظمت نفسها هذه القوات والمكونات الجنوبية لتختار قيادة تمثلها وتفوضها وأيّد هذا التفويض شعب الجنوب وبارك هذه القيادة الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه قائد المقاومة اللواء الزبيدي؟

وإلا لماذا جنّ جنون هذه الأحزاب في حكومة الشرعية وأصبح كل همّها كيف تجرد المجلس من أدوات القوة التي يمتلكها ووضعه في خانة المتمرد ، مغامرين بذلك بتصدع الجبهة الداخلية لقوات المقاومة والجيش والألوية الجنوبية التي هي الوحيدة تقارع وتقاوم وتنتصر على المتمردين في صنعاء.

هذه هي حكومة الشرعية الممثلة بأحزاب الشمال وما تعمله بشعب الجنوب من أذى وإذلال وتجويع وتركيع ولا فرق بينها وبين مليشيات الحوثيين التي ترفع شعار الموت لأمريكا واللعنة على اليهود  لكنها تهاجم الجنوب وتقتل أبناءه.

بالنسبة لي لأعجب حين تتساوى مليشيات الحوثي وعفاش وحكومة الشرعية بمحاولة قتل وإبادة وتركيع شعب الجنوب ومحاولة اجتياح أرضهم من جديد ؛ لأن حكومة الشرعية مسلوبة القرار .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص